مكانة الكعبة المشرفة

اقرأ في هذا المقال


الآية :

﴿۞ جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡیَ وَٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾ [المائدة ٩٧]

إن نظام العالم مرتبط في باطن أمره ببيت الله الحرام،كما أنَّ نظام العقائد والأعمال والأخلاق مرتبط بالدعوة التي أُسَّس لها هذا البيت.

أعترف بقصور في ترجمة (جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ) وإنَّ الترجمات للقرآن الكريم التي أطَّلعت عليها وقرأتها: أعتقد أنّها لم تستطع  كذلك إعطاء هذه الكلمة حقها، إلّا أنني أحاول أن أذكر مغزى الكلمة ومفهومها: وهو أنَّ الله تعالى جعل الكعبة المشرفة عماد حياة الناس وعماد هذا العالم البشري، فليس نظام هذا العالم مرتبطاً بالحكومات ولا بالمنظمات ولا بالقوة العسكرية والفلسفات الخلقية والحضارية، ولا المراكز العلمية.

إنّه مرتبط بما لا تصل إليه الأفهام، ولا تدركه الأبصار، ببيت الله الحرام وبالدعوة التي أقيم لها هذا البيت، وإنَّها عبارة عن العقيدة الصحيحة الراسخة، والسيرة الطيبة الصالحة، والأخلاق الفاضلة النبيلة، والأواصر البشرية الخالصة، والأخوة الصادقة، والمحبة المتغلغلة في النفوس، واحترام الإنسانية، واعتقاد أنّ الله حاضر ناظر سميع بصير.

وأنَّ مركز هذا الكون ومحوره هو تلك الدعوة، وتلك الأهداف والتربية التي كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم داعيها الأول، ومجددها وخاتمها ومكملها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي كان ولا يزال بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف يمثلانها ويحتضنانها. إنَّ هذه الآية الكريمة تفرض علينا نحن المسلمين مسؤولية كبيرة، فإنَّنا نمثل في كل بلد وقطر بيت الله الحرام، فلو هلكت هذه البلاد لأثرتها وجشعها وحرصها على الثروة والأموال، وقتل الناس الأبرياء والتعذيب والإيذاء وحوادث الاضطراب الطائفية والأنانية، وخواء الضمير.

الحكم والدرس المستفاد.

فإنَّنا نحن المسؤولون أمام الله، سوف يمسك بتلابيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنَّنا أمَّة نبي وُصف بأنَّه رحمة للعالمين، وقال تعالى ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال ٣٣].

فلا يجوز أن تُدمر بلاد مع وجود أمّة نبي الرحمة التي تحمل تعاليمه وشريعته، والتي هي صنيع تربيته وتعليمه، فإنَّ مسؤولويتها أن تحافظ عليها وعلى المثل العليا فيها، وتحميها من الانتحار الجماعي والدمار الخُلقي، والفوضى النفسية.


شارك المقالة: