من ينام لا يصطاد السمك - One who sleeps dose not catch the fish

اقرأ في هذا المقال


حثت الأمثال عند الشعب الإيطالي في معظمها على الدعوة إلى العمل الجاد والهمة العالية؛ وكان السبب في ذلك أن الشعب الإيطالي حاله كحال باقي الشعوب يعاني من الشقاء في العمل والسعي وراء الحياة والفقر، وفي حالة البعد عن العمل والتكاسل قد يؤدي إلى نهاية حياة الشخص، ولذلك فإن العمل الدؤوب لا يوجد فيه أي مناقشة أو جدال عندهم.

مضمون مثل “من ينام لا يصطاد السمك”:

ورد خلال تاريخ الشعب الإيطالي كثير من القصص حول معاناة الناس في السعي وراء العمل الشاق من أجل تأمين متطلبات الحياة، ومن ضمنهم الرجال الذين كانوا يقضوا أغلب أوقاتهم في الصيد، حيث كانوا يخوضون في بحار عميقة مليئة بالمخاوف والأمواج التي كانت تحيط بهم من كل مكان، وعلى الرغم من ذلك كانوا يقوموا بتشجيع العاملين به على السعي مبكراً والاستمرار فيه من أجل استمرارية الحياة.

أُعتبر المثل الإيطالي بمثابة دعوة وتوجيه حكمة إلى من يقومون بالعمل في البحار، بأن يعملوا بجد واستمرارية وكما يترتب عليهم عدم التأخير في القيام بمهمة الصيد، فالنوم لا يمكّن الشخص من تأدية عمله، وما يجلب له سوى الفقر والكسل، ولذلك يتوجب على الصيادون أن يستيقظوا مبكراً من أجل أن يكونوا قادرين على اصطياد السمك.

إن سعي الإنسان من أجل الرزق يتطلب منه الهمة العالية وعدم النوم في وقت العمل مما يولد التكاسل، فالمثل الإيطالي وجه خطاب صريح إلى كل إنسان في هذا العالم من أجل أن يستمر في عمله، واستخدم الشعب الإيطالي الصياد من أجل الرمز إلى من يقومون بعمل مخيف وشاق؛ وذلك لأن الصياد يقضي معظم حياته في البحر، فدعا الجميع من خلال تمثيل مهنة الصياد التي كانت تحتل مكانة مهمة.

وردت مرادف في المعنى للمثل الإيطالي أحد الأمثال الإنجليزية المشهورة وهو (The early bird catches the worm)، وهو ما قُصد به أن الطائر الذي يسعى مبكراً من أجل رزقه هو من يحصل على الطعام في الأول وبسهولة.

حاول المجتمع الإيطالي أن يوصل هدفه المنشود، وهو بأن يصبح الشعب على مستوى عالي من النشاط والعمل من خلال هذا المثل وغيره في الكثير من الجكم والأمثال التي تهدف إلى تعزيز وتقوية عزيمة الإنسان من أجل أن يقدر على تحقيق أهدافه وطموحاته في هذه الحياة.


شارك المقالة: