وقفات مع سورة الرحمن

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ (١) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٢) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٣) عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ (٤) ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانࣲ (٥)﴾ صدق الله العظيم.

مناسبة التسمية:

لأنَّ الله تعالى افتتح السورة بقوله الرحمن.

موافقة أول السورة لآخرها:

بدأت السورة بقوله تعالى: (ٱلرَّحۡمَـٰنُ) صدق الله العظيم، وخُتمت السورة بقوله تعالى: (تَبَـٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِی ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ) صدق الله العظيم، وذلك لأنّ اسم الله الرحمن- له وقع على النفوس، ويشعر فيه العبد برحمة الله ولطفه ورأفته، ولم يشاركه فيه أحد.

المحور الرئيسي للسورة:

دعوة العباد إلى الإيمان بالله، وتذكيرهم بنعمة الله عليهم، ورحمته بهم.

مواضيع السورة المباركة:

  • عرض نعم الله على العباد، قال تعالى ﴿وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ (١٠) فِیهَا فَـٰكِهَةࣱ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ (١١) وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّیۡحَانُ (١٢) صدق الله العظيم.
  • أهل الجنة متفاوتون في الدرجات، قال تعالى: (وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ) صدق الله العظيم.
  • الإنس والجن مطالبون بالإيمان بالله سبحانه وتعالى،  ومشتركون في الثواب والعقاب.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

  • توضيح أن القرآن هو كلام الله الغير مخلوق فلم يقل سبحانه وتعالى ﴿عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ﴾.
  • الكون يسجد خاضع يسبح الله سبحانه وتعالى قال تعالى ﴿وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ یَسۡجُدَانِ﴾صدق الله العظيم، وقال تعالى: ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ قال القر طبي عن قوله تعالى: ﴿والنجم والشجر يسجدان﴾ صدق الله العظيم فإنَّ المعطوف على الخبر خبر، والمراد – بالنجم – النبات الذي ينجم أي يظهر ويطلع من الأرض ولا ساق له، وبالشجر النبات الذي له ساق، وهو المروي عن ابن عباس وابن جبير.
  • قال علماء التفسير: الجن أقوى من الإنس؛ لذلك بدأ بهم قبل الإنس عند حديثه عن القوة، فقال تعالى: ﴿یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ﴾ صدق الله العظيم، والإنس أعلم فقال تعالى: (خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ) صدق الله العظيم.
  • قال القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿لا تَنْفُذُونَ إلّا بِسُلْطانٍ﴾ صدق الله العظيم، أنّ المراد من النفوذ ما هو المقصود منه ؟ وذلك لأنّ نفوذهم إشارة إلى طلب خلاصهم فقال: لا تنفذون من أقطار السماوات، ولا تتخلصون من العذاب ولا تجدون ما تطلبون من النفوذ وهو الخلاص من العذاب إلّا بسلطان من الله يجيركم وإلّا فلا مجير لكم.

ثم قال: يا أيّها الغافل لا يمكنك أن تخرج بذهنك عن أقطار السماوات والأرض فإذا أنت أبدا تشاهد دليلا من دلائل الوحدانية، ثمّ هب أنّك تنفذ من أقطار السماوات والأرض، فاعلم أنّك لا تنفذ إلّا بسلطان تجده خارج السماوات والأرض قاطع دال على وحدانيته تعالى والسلطان هو القوة الكاملة.

المصدر: زاد المسير — ابن الجوزيجامع البيان — ابن جرير الطبريفتح البيان — صديق حسن خانروح المعاني — الآلوسيتفسير القرآن العظيم — ابن كثير


شارك المقالة: