وقفات مع سورة النجم

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةࣲ فَٱسۡتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (٩) فَأَوۡحَىٰۤ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَاۤ أَوۡحَىٰ (١٠)﴾ صدق الله العظيم.

مناسبة التسمية :

أنّ الله سبحانه وتعالى في بداية السورة، ذكر (النجم) وخضوع هذا النجم لله سبحانه وتعالى.

موافقة أول السورة لآخرها:

  • بدأت السورة بقوله تعالى: (وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ) صدق الله العظيم، (أي: إذا سجى).
  • وختمت بقوله تعالى: (فَٱسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ وَٱعۡبُدُوا۟ ۩ (٦٢)) صدق الله العظيم، والسبب بيان وجوب الاستسلام والخضوع للوحي الذي ينزل على الأنبياء من عند الله سبحانه وتعالى.

المحور الرئيسي:

صدق وعظمة الوحي.

مواضيع السورة المباركة:

  • تزكية الله لحبيبه محمد، زكّى عقله فقال تعالى: ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ) صدق الله العظيم، وزكى لسانه وكلامه فقال تعالى (وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ) صدق الله العظيم، وزكى معلمه فقال تعالى (عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةࣲ فَٱسۡتَوَىٰ) صدق الله العظيم، وزكى فؤاده فقال تعالى: (مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ (١١)) صدق الله العظيم، وزكى بصره فقال تعالى ﴿مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (١٧) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ (١٨)﴾ صدق الله العظيم.
  • توضيح وتبيين أن عقيدة المشركين مبنية على الظن، والتقليد والجهل الأعمى فقال تعالى: ﴿إِنۡ هِیَ إِلَّاۤ أَسۡمَاۤءࣱ سَمَّیۡتُمُوهَاۤ أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَـٰنٍۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَاۤءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰۤ﴾ صدق الله العظيم، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ لَیُسَمُّونَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ تَسۡمِیَةَ ٱلۡأُنثَىٰ (٢٧) وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا یُغۡنِی مِنَ ٱلۡحَقِّ شَیۡـࣰٔا) صدق الله العظيم.
  • بيان وتوضيح الحكمة من خلق السموات والأرض وذلك قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ لِیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ أَسَـٰۤـُٔوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ بِٱلۡحُسۡنَى) صدق الله العظيم.
  • اتفاق القرآن مع الكتب السماوية منها صحف سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو قوله تعالى: (أَمۡ لَمۡ یُنَبَّأۡ بِمَا فِی صُحُفِ مُوسَىٰ (٣٦) وَإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ٱلَّذِی وَفَّىٰۤ (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ) صدق الله العظيم.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

هناك اختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم في، هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أم لا؟

وقد ذكر الإمام القرطبي هذا الخلاف عند تفسي قوله تعالى: ﴿ما كذب الفؤاد ما رأى﴾ صدق الله العظيم ، قال رحمه الله تعالى: أي لم يكذب قلب محمد ﷺ ليلة المعراج، وذلك أن الله تعالى جعل بصره في فؤاده حتى رأى ربه تعالى وجعل الله تلك رؤية. وقيل: كانت رؤية حقيقة بالبصر. والأول مروي عن ابن عباس. وفي صحيح مسلم أنّه رآه بقلبه. وهو قول أبي ذر وجماعة من الصحابة. والثاني قول أنس وجماعة. وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد ﷺ. وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: أمّا نحن بني هاشم فنقول إنّ محمدا رأى ربه مرتين. وقد مضى القول في هذا في (الأنعام) عند قوله: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار). وروى محمد بن كعب قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليك رأيت ربك؟ قال: (رأيته بفؤادي مرتين) ثم قرأ: (ما كذب الفؤاد ما رأى).
وقول: ثالث أنّه رأى جلاله وعظمته، قاله الحسن. وروى أبو العالية قال: سُئل رسول الله ﷺ هل رأيت ربك؟ قال: (رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك (. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله ﷺ هل رأيت ربك؟ قال:) نور أنّى أراه) المعنى غلبني من النور وبهرني منه ما منعني من رؤيته. ودلّ على هذا الرواية الأخرى (رأيت نوراً). وقال ابن مسعود: رأى جبريل على صورته مرتين.

  • قوله تعالى: ﴿الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم﴾ صدق الله العظيم، قال القرطبي: (إلّا اللمم) وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه. وقد اختلف في معناها، فقال أبو هريرة وابن عباس والشعبي: (اللمم) كل ما دون الزنى.

المصدر: تفسير القرآن العظيم — ابن كثيرروح المعاني — الآلوسيفتح البيان — صديق حسن خانجامع البيان — ابن جرير الطبريزاد المسير — ابن الجوزي


شارك المقالة: