آداب اللباقة في السلوك الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


آداب اللباقة في السلوك الاجتماعي:

علينا جميعاً أن ننقل معلومات مؤلمة أو حساسة في مرحلة ما من حياتنا المهنية، وعلى الرغم من أهمية قول الحقيقة إلا أننا نحتاج إلى التفكير في كيفية قيامنا بذلك، حيث تسمح لنا اللباقة أن نكون صادقين مع احترام مشاعر الشخص.

وعندما نتواصل بلباقة يمكننا المحافظة على كافة العلاقات الاجتماعية وبناء المصداقية والتوافق وإظهار التفكير التام، وفي هذه المقالة سوف ندرس ماهية اللباقة وكيفية تطبيقها في عملية تطوير الجودة في سلوكيات حياتنا الاجتماعية.

ما هي اللباقة؟

اللباقة هي أحد الآداب التي توضح المقدرة على قول الحقيقة بصورة تراعي أحاسيس الآخرين وردة أفعالهم، وتتيح لنا تقديم ملاحظات صعبة وتوصيل معلومات تمتاز بالحساسية، وقول الأمور الصحيحة للمحافظة على العلاقة.

تشمل اللباقة العديد من الأشياء بما في ذلك الذكاء العاطفي والاحترام  وحسن التقدير والوعي الذاتي والتفكير والرحمة والبراعة والصدق والدبلوماسية واللياقة، فعلى هذا الأساس أصبحت اللباقة مهمة؛ لأنها توفر القدرة على التواصل بحساسية بين الأفراد، مع ظهور العديد من الفوائد لها، فاللباقة مهمة عندما يتعين على الفرد تقديم أخبار سيئة أو تقديم ملاحظات نقدية.

سواء في موقف شخصي أو مهني، وبعد ذلك يعزز التواصل بلباقة سمعة الفرد ويبني مصداقيته، ويسمح له بالحفاظ على العلاقات القائمة وبناء علاقات جديدة، ويُظهر النهج اللبق الشخصية والنضج والاحتراف والنزاهة.

أبرز دلالات اللباقة في السلوك الاجتماعي:

تدل اللباقة أيضاً على مجموعة من آداب الأخلاق الحميدة، إذا استطاع الفرد التواصل بشكل مهذب ومراعاة مشاعر الآخرين، وعلى هذا الأساس فسيتميز الفرد عن الآخرين، وتساعد اللباقة على تجنب الصراع وإيجاد أرضية مشتركة والسماح للآخرين بحفظ ماء الوجه، لذلك يمكن أن تكون اللباقة مكسباً مهماً في المفاوضات وحل النزاعات.

قد يُنظر إلى اللباقة على أنها عبارة عن ردود فعل منفتحة وعادلة، وفي بعض الثقافات قد يُنظر إليها على أنها أساليب غير لائقة للغاية، مع أهمية التأكيد على توثيق الفرد ثقافياً عند تقديم تعليقات لأشخاص من خلفيات مختلفة.

من الرائع أن يكون الفرد لبقاً ومع ذلك فإنه بحاجة أيضاً إلى إيصال رسالته، والتأكد من احترام حقوقه وعليه أن يتأكد من أن يتعامل مع المشكلات بحزم وليس بالخضوع عندما يكون لبقاً.

على الفرد استخدم الاستراتيجيات للتواصل بلباقة من خلال خلق البيئة المناسبة والتفكير قبل أن يتحدث، فكم منا تكلم بسرعة كبيرة ثم ندم عليها، فعلى الفرد أولاً ممارسة الاستماع الفعال عندما يتحدث الآخرون ثم استخدم التعاطف والذكاء العاطفي للتواصل مع الناس ورؤية الأشياء من منظورهم.

من أبرز أساليب استخدام اللباقة تحديد الوقت المناسب لكافة الأمور، واللباقة تعني قول الأمور الصحيحة في الأوقات الصحيحة، وعلى الفرد أن يضع في اعتباره موقفه قبل أن يتحدث وليكن حذراً، مع تأكد من هو ويبقى على دراية بكافة الأمور قبل أن يتحدث.

من المهم اختيار الكلام بعناية تامة يمكن أن يؤثر اختيار الفرد للكلمات على كيفية إدراك الآخرين لرسالته، ومن المهم أيضاً تجنب بدء الجمل بكلمة أنت، وعلى سبيل المثال فإن قول كلام موجه لشخص ما بأن عليه أن يعمل بشكل أفضل في المرة القادمة سيجعل الشخص الآخر يشعر بأن الفرد دفاعي، وبدلاً من ذلك فليفكر في استخدام لغة أكثر ليونة وغير مباشرة مثل قول “في المرة القادمة أعتقد أن عرضك التقديمي سيكون أقوى إذا قضيت وقتاً أطول في البحث”.

من المهم بشكل خاص استخدام الفرد جمل أنا، أثناء الصراع أو عندما يقدم نقداً بنّاء، وعندما يفعل الفرد هذه الآداب فإنه يمتلك مشاعره بدلاً من إلقاء اللوم، وكذلك يكون الفرد في محادثة متوترة فيجب أن يكون موجزاً، من المغري الاستمرار في الحديث عندما تشعر بعدم الارتياح مما يزيد من فرصة قول الكثير أو قول شيء ستندم عليه. كن صادقاً وحازماً ولا تقل إلا ما تريد قوله.

من المهم أيضاً فهم الأشخاص أو الكلمات أو المشكلات أو المواقف التي يمكن أن تجعل الفرد يتواصل بدون لباقة ويفكر في ذلك لاحقاً لماذا كانت ردة فعله بهذه الطريق.

إذا رفض الشخص دعوة ما بكلمة “لا” بكل صراحة فقد يرى بعض الأشخاص ذلك على أنه فظ أو غير حساس، ففي هذه الحالة عليه أن يبدأ بتعليق إيجابي مثل شكراً لتفكيرك بي وأنا متأكد من أنه سيكون حدثاً رائعاً، وبعد ذلك يرفض بلباقة كقوله بأنه آسف وأنه لا يستطيع الحضور.


شارك المقالة: