آداب النصيحة:
تعتبر النصيحة من أبرز روابط الصلة بين كافة الأفراد وهي بمثابة كمال الشخص، إذ لا يكمل حتى يحب لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه، وهذا هو دافع النصح، وللنصيحة آداب عامة ينبغي أن يتحلى بها الفرد ومنها:
يجب أن يكون السبب وراء النصيحة كسب المحبة وجلب الخير للفرد وبُغض أن يصيبه الشر، وكذلك يجب أن يكون مخلصا فيه، ويكون الهدف منها أيضاً أن لا يريد إظهار العلو والارتفاع على أيّ شخص، وبالضرورة أن تكون تلك النصيحة بعيدة كامل البُعد عن الغش والخيانة، والنصح هو بمثابة الإخلاص في العمل المرهون وعدم الغش والخيانة فيه، فالشخص من باب محبته لأخيه ينصحه ويوجهه إلى كل ما ينفعه ويراه مناسباً لا شائبة فيه ولا غش فيه.
وينبغي أيضاً أن لا يُراد بالنصيحة التعيير للشخص المقدمة له، ذلك لوجود فرق كبير ما بينهما، مع الحفاظ على أن تكون النصيحة ممزوجة بروح المودة، وأن لا يتواجد فيها تعنيف ولا تشديد، وينبغي أن تكون بعلم وبيان وحجة.
صفات الشخص المدعو للنصيحة:
فإن كان الشخص المدعو للنصيحة يرى نفسة بعيداً عن أي ذنب أو كان داعياً بأمر يقود إلى البطلان، ففي هذه الحالة يجب أن يجادل بالتي هي أفضل، وتعتبر هذه العملية من أبرز الطرق التي تكون أضمن لاستجابة الفرد عقلياً وسلوكياً، ومن خلال تواجد الفرد ضمن مجموعة من الأمور الاحتجاجية يجب عليه أن يفسر الأدلة التي كان يعتقد بها، ذلك لاعتقادها العملية الأقرب في الوصول إلى الهدف المقصود من وراء النصيحة، وأن لا تؤدي النصيحة إلى خصام، وأن لا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الناس إلى الصحيح.
من الأمر المحبب لدى كافة المجتمعات أن تكون النصيحة في سرية تامة ما بين الشخص الناصح والمنصوح، فلا يقدمها أمام الناس من أجل المنفعة الراجحة، حيث كان الأفراد في الزمن الماضي إذا أرادوا نصيحةَ أحد تكلوا معه يشكل سري، حتّى تم اعتبار من يقوم بوعظ أخاه فيما بينهم كأنه يقدم له النصيحة المرجوة بشكل صحيح وتام.