أثر الثقافة على السلوك الإنساني

اقرأ في هذا المقال


أثر الثقافة على السلوك الإنساني:

لا بد من المعرفة الكاملة والإدراك أن الإنسان الذي تواجد بشكل رسمي في بيئة معينة بفعل مؤثرات ثقافية ما، سيدرك بنفسه بأن للثقافة قوة معينة مؤثرة تجعله يتماشى ضمن حدود شبكة ثقافية شديدة التعقيد إلى الحد الذي سيضطر معه إلى التفاعل من خلالها لكي يفي بمتطلبات الحياة من الناحية الزمانية والمكانية التي وجد نفسه مجبراً للقبول بها كجزء من مجتمع بشري يسير وإياه في دهاليز عملية تفاعلية مبرمجة ثقافياً في إطار جغرافي وتاريخي محدد.

وانطلاقاً من هذا المبدأ الثقافي الذي يشبه إلى درجة كبير حركة السيارات داخل مسارات من خطوط المتناسقة، وأيضاً مجموعة من قواعد السلامة الأمنية التي نجد أنفسنا ملتزمين بها تلقائياً من أنفسنا، بغية الوصول إلى الوجهة التي نقصدها، فإن الفرد هنا يكون مضطراً لاتباع سلسلة من الإجراءات داخل منظومة المجتمع الذي وجد نفسه جزءاً من أفراده وأحد المكونات الأساسية من ثقافته.

وكذلك لتتم عملية تفسير الظواهر الثقافية والمتغيرات التي حدثت في حياة الأفراد ضمن مختلف المجتمعات، فقد قام علماء الاجتماع قديماً ووضعوا تصورات ثقافية عامة لتأسيس النظرية الثقافية ضمن إطار مفهوم عملية تطور الأفكار، بحيث يكون من الممكن تقديم تفسير للأسباب التي تكمن خلف وقوع أحداث اجتماعية معينة وكيف حدثت، وكذلك بعض من علماء الاجتماع الذين قاموا وعرّفوا النظرية الاجتماعية بأنها عبارة عن النتاج الذي يسعى إلى تقديم تحليل علمي حول التفاعل الإنساني باستخدام مجموعة من المفاهيم والمتغيرات الثقافية.

في حين يرى مجموعة من علماء الاجتماع أن المشكلة الأهم والتي يجب أن تنبني عليها النظرية هي النزاعات التي تنشأ نتيجة للتفاقم  في مشكلة الوحدة الاجتماعية، كذلك سلط علماء اجتماع آخرين الضوء على مشكلات أخرى مثل مشكلة الفرد، مشكلة القيم، مشكلة الوظيفة، وبالرغم من الجهود التي بذلت في بلورة النظرية الاجتماعية إلا أن بعض علماء الاجتماع يرون أنها لم تقدم سوى مجموعة هشة من الفرضيات الضمنية وعدد قليل من المفاهيم الرئيسية، وأنواع أخرى من البيانات والنماذج والتصاميم.

وكذلك لا بد من معرفة أن النزاعات التي تحدث داخل منظومة محددة، لا تكون متعلقة بخلل في فكرة تطبيق ثقافة هذه المنظومة الاجتماعية بقدر ما يحدث النزاع كردة فعل على فرض سلوك معين قد يراه الفرد مقيدا لحريته في التنقل عبر مسارات رسمتها ظروف ومتغيرات حدثت في العالم وتأثرت بها منظومته الاجتماعية التي اضطرت لمجاراتها من أجل البقاء والتفاعل من خلال منظومات عمل اجتماعية أكبر، هذا التفاعل يمكن تشبيهه بتجمع أعداد هائلة من النحل حول خلية لإنتاج العسل.

وكذلك من الأمثلة التي تجعل الفرد ضمن دائرة تفكير وتأمل ومحاولة أن يقدم تفسيراً منطقياً لأسباب مشكلة أو نزاع فإنه يتبادر إلى الذهن على سبيل المثال بدايات حدوث التحول في تقييم السلع بأوراق نقدية ما جعلها تقف وراء وقوع الكثير من النزاعات التي نشهدها اليوم، ويعد هذا التحول أحد الأسباب التي تدفع بعض أفراد المجتمع إلى التجاوز على مبادئ ثقافية والقفز على حواجز وضعتها إدارة المنظومة لأجل تنظيم وضبط عملية التفاعل البشري من خلالها.

أثر التحولات الثقافية على السلوك الإنساني:

لا بد من معرفة أنه بمجرد العودة إلى أساس التحولات الثقافية قبل ظهور النقد المعدني والورقي كما نعرفه في العصر الحاضر سنجد أن عملية التبادل في البيع والشراء كانت تتم في العصور القديمة بواسطة المقايضة بأشياء عينية كأن يبتاع الرجل كمية من الدقيق بكمية أخرى من الأرز، ومنذ حدوث هذا التحول فقد نشأت أزمة اقتصادية عالمية وتأثرت اقتصادات دول كثيرة على خلفية هذه المتغيرات. لقد ساهمت التحولات الاقتصادية والسياسية عبر مر العصور في ظهور منتج ثقافي جديد أدى فيما بعد الى نشوء نزاعات خطيرة هددت حياة البشرية على كوكب الأرض.

ولا بد من معرفة lg.php?bannerid=0&campaignid=0&zoneid=495&loc=https%3A%2F%2Fwww.al-jazirah.com%2F2018%2F20181215%2Fcm44.htm&referer=https%3A%2F%2Fwww.googleأن الفرد يتأثر بمجموعة من العوامل التي تحيط به، حيث تترابط تلك العوامل مع بعضها البعض، وغيرها من العوامل التي تسهم في تكوين شخصيته من خلال أخذ الثقافة المطلوبة للتعامل مع ما يحيط به من ظروف وغيرها، والتي تمكنه من التعامل مع المجتمع وهذه العوامل تتنوع وتتعدد وتشمل حتى الأماكن، كذلك تعمل الثقافة على التأثير على سلوكه الإنساني، فالمجتمع هو الذي يتمثل في مجموعة من التاس والذين يعيشون سوية ضمن نظم ثقافية معينة وقوانين مشتركة وفي جماعات منتظمة تتعايش مع بعضها وفق مفاهيم ومبادئ معينة.

شارك المقالة: