الخصوبة السكانية والوفيات:
تعتبر الخصوبة السكانية والوفيات من المحددات الرئيسية للنمو السكاني أو على العكس، إذ أنه في غياب التدخل التكنولوجي، يمكن للمرء أن يقول المحددات الوحيدة تقريبًا، لكن مع تقدم العلم وزيادة التحسين في تقنيات منع الحمل، وزيادة قبول الإجهاض، وتراخي بعض التقاليد الدينية والثقافية التقليدية قد قللت في أجزاء كثيرة من العالم من دور الخصوبة.
أثر الوفيات على النمو السكاني:
تعتبر الوفيات عنصراً هاماً في عناصر التي تؤدي إلى تغير السكان حيث أنه يمكن اعتبار الوفيات عنصر يفوق أثره على عامل الهجرة وهذا حتى إن كانت الخصوبة السكانية تسبق في ذلك، كما أن الخصوبة السكانية تتناقص مع مستوى الوفيات؛ لأن نسبة الخصوبة السكانية تعتبر ثابتة بشكل أكثر إذ أنه يمكن التحكم في مستواها، والوفيات أيضاً لا تؤثر على تغيير في حجم السكان بل تؤثر أيضاً على تركيبهم خاصة التركيب العمري، إذ أن الوفيات ترتبط ارتباط واضحاً في مستوى العمر حيث أن يمكن التحكم في الوفيات أكثر من التحكم بالخصوبة السكانية.
كما أن كل من الدول النامية والدول المتقدمة في السنوات الأخيرة شهدت معظم دولها انخفاضاً في مستويات الوفاة بين سكانها، حيث أن السبب في ذلك كان في التقدم الطبي الذي قام في دوره من التقليل من مستوى الوفيات، وعلى الرغم من أن التقدم الطبي بدأ في أجزاء قليلة من العالم وبعد ذلك بدأ في الانتشار في أقاليم القارات الأخرى، ولقد أدى هبوط مستوى الوفيات إلى حدوث ظاهرة تعرف بالانفجار السكاني والتي تعد من أهم ملامح التاريخ البشري الحديث، ومع ذلك كان الانفجار السكاني يمثل تحدياً ضخماً لموارد الدول النامية.
ومن ناحية أخرى، فإن انخفاض معدلات الوفيات، إذا لم يرافقه أو يسبقه انخفاض مماثل في الخصوبة السكانية، يؤدي إلى تسريع النمو السكاني وقد يؤدي إلى انخفاض نصيب الفرد من الإنتاج، لذلك، فإن القياس الكمي لتأثير التغيرات في معدل الوفيات على النمو الاقتصادي أمر بالغ الأهمية لمساعدة الحكومات على صياغة سياسة لتعزيز أو مواجهة هذه الآثار.
إن دراسات الوفيات تعتمد كثيراً على العمر والنوع، والتي يمكن أن تسمى بجدول الحياة وهذا الجدول يعد إحصائي يتم إنشاؤه بناءً على أساس الظروف التي كانت سائدة ومسببة للوفاة والغرض من الجدول الإحصائي هو حساب عدد الوفيات لكل فئة عمرية وعدد المتبقي من السكان الأحياء، وكذلك متوسط عدد السنوات التي من المحتمل أن يعيشها كل فرد منهم.