أحداث ما بعد غزوة أحد

اقرأ في هذا المقال



قام سيدنا محمد والمسلمون بدفن الشهداء في ساحة المعركة، وعادوا إلى منازلهم في ذلك المساء، ذهب المشركون في المساء إلى مكان يُسمَّى الحمراء الأسد، على بعد أميال قليلة من المدينة المنورة، في صباح اليوم التالي، أرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مجموعة من الفرسان لمضايقة جيش المشركين في أثناء عودتهم إلى بيوتهم، وكان إرسال هذه القوات بسبب إدراك سيدنا محمد أنّه يجب أنّ يثبت قوة المسلمين أمام المشركين.


كما كان سببًا لإبعاد المشركين عن إقليم مديان بقي المشركون في مكان قريب لبضعة أيام قبل مغادرتهم للإقليم، كان لغزوة أحد بُعد ديني وكذلك عسكري بين الجيشين، لقد توقع المسلمين انتصارًا آخر مثل معركة بدر، والذي اُعتبر علامة على فضل الله عليهم لكن في معركة أُحد، بالكاد أوقفوا المشركين وفقدوا الكثير من الرجال.


وكشفت آية من القرآن بعد المعركة بفترة وجيزة أنّ عصيان المسلمين ورغبتهم في الغنائم هي سبب هذه النكسة: قال تعالى: “ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين” القرآن، سورة3(آل عمران)،الآية (152).


وفقًا لحكمة الله تعالى في عدم نصرهم، فإن خسارة معركة أُحد – كانت بسبب عدم إلتزام الرّماة الذين على الجبل بأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام ونزولهم عن جبل الرماة، من أجل الحصول على الغنائم، كانت بمثابة عقاب واختبار للصمود من الله تعالى للمسلمين.


أشار المفكر فايرستون أنّ هذه الآيات الكريمة قدمت الإلهام والأمل للمسلمين، وكانت تعطيهم دروسًا للمعارك المستقبليّة التي سيمرون بها، ويضيف أنّه بدلاً من إحباط المسلمين، فإن المعركة بدت وكأنها تعزز التضامن بينهم.


أصبح هناك نوع من الصراع القوي مع أبو سفيان الذي لم يكن نزاعه كنزاع رجل زعيم، بل كان الصراع حول إقامة أبو سفيان تحالفات مع القبائل البدويّة المُحيطة من أجل بناء القوة ضد سيدنا محمد وأتباعه.


إنّ نجاح إثارة القبائل البدوية ضد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان له عواقب وخيمة عليه وعلى المسلمين، مع خسارتين رئيسيتين: الأولى حيث تمّ دعوة حزب من المسلمين من قبل زعيم قبيلة الماعنة، واستجاب النبي لذلك وأرسل سبعين رجل لتعليمهم الدين الإسلامي، لكن تمّ قتلهم بعد ما لبوا الدعوة.


كان أبو سفيان قد خطط لمهاجمة المسلمين، جنبًا إلى جنب مع القبائل الكونفدراليّة التي قام بالتحالف معها، وتمّ هجوم أبو سفيان على المدينة المنورة في معركة الخندق، بعد عامين من الأحداث في غزوة أحد (في 627).

المصدر: د.محمد حميد الله (1992) ، ساحات معارك الرسول محمد ﷺ ، ص. 111 ، ISBN 81-7151-153-8. بيتر كروفورد (2013-07-16) ، حرب الآلهة الثلاثة: الرومان والفرس وصعود الإسلام ، Pen & Sword Books Limited ، ص. 83 ، ISBN 9781473828650.كارين أرمسترونج (2001) ، محمد: سيرة الرسول ، ص. 185 ، ISBN 978-1-84212-608-0


شارك المقالة: