أحداث ما قبل معركة كوفادونجا

اقرأ في هذا المقال


متى وقعت معركة كوفادونجا

كانت معركة كوفادونجا أول انتصار للمسيحين في أيبيريا بعد فتح المسلمين لتلك المنطقة في عام (711) وقد وقعت المعركة في كوفادونجا، في صيف عام (722)، كان لها أهمية كبيرة إذ تعتبر النواة الأولى لحروب الاسترداد.

أحداث ما قبل معركة كوفادونجا

وأكدت هذه المعركة استقلال مملكة أستورياس، وعلى المدى الطويل، بقاء معقل مسيحي في شمال أيبيريا، ومن هناك بدأت عودة الحكم المسيحي لكامل شبه الجزيرة الأيبيرية بحيث أصبحت المعركة في وقت لاحق تعتبر بداية حروب الاسترداد.

وفقًا للمصادر التاريخية في شمال أيبيريا خلال القرن التاسع، قام القوط الغربيون النبلاء في عام (718) بعد الميلاد بانتخاب رجلاً يُدعى بيلاجيوس (681-737) وتوجوه قائدًا لهم وكان أبوه من كبار القادة في بلاط ملك القوط الغربيين إيجيكا (687-700)، وكان مقره في أستورياس ومن هناك بدأت التجهيزات للثورة ضد المسلمين الأمويين.

منذ بداية الفتح الأموي الإسلامي لإيبيريا، كان المقاتلون من جنوب شبه الجزيرة يذهبون باتجاه الشمال لعدم التصادم مع الأمويين، ذهب معظمهم إلى جبال أستورياس في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة الأيبيرية، ومن هنا قام قام بيلاجيوس بتجنيد العديد من المقاتلين.

أول تمرد للقائد بيلاجيوس كان عدم دفع الجزية للمسلمين وشن الهجومات على الحاميات الأموية التي كانت في تلك المنطقة، وقام أيضًا بطرد الحاكم مونوزا من أستورياس، استطاع السيطرة على تلك المنطقة، واستطاع كبح جماح القوات الأموية التي كانت تكرر محاولاتها من أجل الفتوحات في تلك المنطقة، واستطاع تأسيس مملكة أستورياس، التي أصبحت قاعدة عسكرية مسيحية ضد التوسع الأموي الإسلامي الإضافي.

في السنوات القليلة الأولى، لم يكن التمرد يشكل أي تهديد اقتصادي أو استراتيجي لحكام  أيبيريا الجدد، والذي كان مقر سلطتهم في قرطبة، لم يكن القائد بيلاجيوس عنده القدرة بشكل مستمر على السيطرة على توسع الأمويين في أستورياس، إلاّ أنهم لم يستطيعوا هزيمته، وعند مغادرة المسلمين، كان دائمًا يعيد السيطرة.

كانت القوات الأموية تكثف هجماتها على ناربون والغال، إلاّ أن القوات العسكرية لم تكن كافية للسيطرة على التمردات، لكن هزيمة الأمويين في مواجهات ومعارك في مناطق أُخرى هي التي مهدت لمعركة كوفادونجا، في (9) يوليو (721)، قامت القوات الأموية بالتوجه نحو  جبال البيرينيه ووقعت معركة تولوز في فرنسا الحالية واستطاع الفرنجة هزيمتهم.

كانت هذه أول الخسائر للحملة الأموية الإسلامية في جنوب غرب أوروبا، رفض الوالي الأموي عنبسة بن سحيم الكلبي العودة إلى قرطبة بهذه الأخبار السيئة وقرر أن يضبط التمرد في أستورياس في أثناء رجوعه إلى قرطبة وذلك من أجل تحقيق نصر يعوضهم عن خسارتهم ويرفع من معنوياتهم.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: