أحداث معركة بريفيزا:
عند الفجر، تفاجأ الأميرال الجنوي دوريا برؤية العثمانيين يهجمون نحو سفنه، كان قائد البحريّة العثماني خير الدين بربروسا قد قام بأخذ أسطوله من المرسى وقام بالتوجه جنوبًا أيضًا، كان ابن خير الدين بربروسا “تورغوت ريس” في السفينة برفقة ستة مدافع كبيرة، والجناح الأيسر كان قريبا على الشاطئ.
لم يكن يتوقع مثل هذا الهجوم الجريء من الأسطول العثماني الأدنى عدديًا، فقد استغرق الأمر من الأميرال دوريا ثلاث ساعات ونصف من أجل إعطاء الأمر لوزن المرساة والاستعداد للاشتباك، قام الأسطولان أخيرًا بالاشتباك في الثامن سبتمبر من عام (1538) في خليج أرتا، بالقرب من بريفيزا، لم تكن قلة سرعة الرياح في صالح الأميرال دوريا، تجهزت سفينة البندقية العملاقة (Galeone di Venezia) ببنادقها الضخمة على بعد ما يقارب الثلاثة أميال ونصف من الأرض وتسعة أميال من (Sessola).
بينما كانت السفن المسيحية تكافح من أجل مساعدتها، سرعان ما قامت السفن بالإحاطة بقوادس معادية كما قامت بالمشاركة في معركة شرسة استمرت لمدة اربع ساعات ونصف وألحقت أضرارًا جسيمة بالقوادس العثمانية.
عندما هبت الرياح، قام الأسطول المسيحي بالاقتراب من الحدث، على الرغم من أن قائد الجنويين دوريا نفذ في البداية عددًا من المناورات التي كان هدفها جذب الأتراك إلى البحر، كان الدوق الكبير فيرانتي جونزاغا، نائب الملك في صقلية، في الجناح الأيسر الخاص بالأسطول المشترك المسيحي والجنوي، بينما كان الفرسان المالطيون موجودين في الجناح الأيمن.
وضع أندريا دوريا خمسة من أسرع القوادس تحت قيادة ابن أخيه الجنرال الجنوي جيوفاني دوريا، الذي كان متمركزًا في مقدمة المنتصف بين غونزاغا وفرسان مالطا، شكلت القوادس دوريا خطا طويلا خلفهم، أمام القوادس البابوية والفينيسية لغريماني وكابيلو، في العمق كانت سفن البندقية تحت قيادة أليساندرو كوندالميرو (بوندوميير) والقوادس الإسبانية – البرتغالية-جنوة تحت قيادة فرانشيسكو دوريا، جنبًا إلى جنب مع الباركيز وسفن الدعم.
كان الأسطول العثماني متمركز على شكل الحرف “Y” كان بربروسا مع ابنه “حسن ريس” (فيما بعد سمي ب حسن باشا) وسنان ريس وكافر ريس وشعبان ريس في المركز، وكان سيدي علي ريس يقود الجناح الأيسر، صالح ريس كان يقود الجناح الأيمن، بينما تولى تورغوت ريس، برفقة مراد ريس وغوزيلتشي محمد ريس وصادق ريس، قيادة الجناح الخلفي، قام الأتراك بالاشتباك مع السفن الفينيسية والبابوية والمالطية بسرعة، لكن دوريا تردد في تفعيل مركزه ضد بربروسا، ممّا أدّى إلى الكثير من المناورات التكتيكية ولكن القليل من القتال.
نهاية معركة بريفيزا:
انتهت المعركة بانتصار العثمانيين على قوات الحلفاء (الجنويين وقوات البابا)، كانت خسائر قوات الحلفاء فادحة جدا فقد خسروا ثلاثة أرباع الجيش وفر الربع الأخير بقيادة أندريا دوريا عن طريق السفن الموجودة على الجانب الاخر من الجزيرة، وعلى الجانب الاخر زادت المعركة خبرة العثمانيين بالمعارك البحرية وكانت المعركة دليل على هيمنة العثمانيين على الأراضي الأوروبية.