أحداث معركة شنت بجنت

اقرأ في هذا المقال


أحداث معركة شنت بجنت

رجع الحاجب المنصور إلى قرطبة وبدأ بالتجهيز لحملته ضد القائد غالب الناصري، اتجه الحاجب المنصور بجيشه القوي إلى مدينة سالم إلى حيث يقنط القائد سالم الناصري، عند اقترابه من المدينة خرج القائد الناصري بجيشه الكبير والذي كان فيه عدد كبير من المسيحيين الباسكيون، وصل الحاجب المنصور إلى حصن شنت بجنت قريبًا من أنتيسة في الرابع عشر من يوليو (981).

استمرت المعركة لمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الأخير من المعركة أصبحت حامية الوطيس، واحتد القتال بين القائدان، وقام غالب الناصري والذي كان طاعن في السن إذ كان يبلغ من العمر حوالي ثمانين عام بالهجوم على ميمنة جيش المنصور وميسرته واستطاع هزيمتهم.

وكان قلب الجيش بقيادة الحاجب المنصور صامدًا، اندهش الحاجب المنصور من قدرة القائد غالب على هزيمة جيشه، وفي وسط هذه الأحداث قام القائد غالب بالدعاء في المعركة قائلًا “اللهم إن كنت أصلح للمسلمين من ابن أبي عامر فانصرني، وإن كان هو الأصلح لهم فانصره”، وما لبث أن سقط عن فرسه ومات، ولا يوجد أثر لأي ضربة في جسده.

اعتقد أفراد جيش غالب الناصري أنه ذهب وتركهم لقضاء الحاجة، واثناء بحثهم عنه وجوده ميتًا بالقرب من فرسه، فسقط الرعب والذعر في قلوبهم، ووصل خبر موت الناصري للحاجب المنصور إلاّ أنه لم يصدق ذلك حتى أحضروا له رأسه وخاتمه، عندما شاهد الحاجب المنصور ذلك قام بالسجود لله، وبدأ جيشه بالتكبيرات، وعندما سمع النصارى تكبيرات الجيش دب الرعب في قلوبهم وانهزم اعدادًا كبيرة من جنودهم.

نهاية معركة شنت بجنت

قاتل جيش الحاجب المنصور ما تبقى من جيش الناصري والمسيحيين، واستطاعوا هزيمتهم، ومات أحد قادتهم وفر الآخر،  أما مقاتلين الناصري فقد استسلموا وقدموا الولاء له، وتنازلوا له عن القلاع التي كان يحكمها الناصري وهي أنتيسة وقلعة أيوب.

وذُكر في المصادر التاريخية أن هذه المعارك من أصعب المعارك التي واجهها الحاجب المنصور في حياته، ولولا أقدار الخالق لتوفي الحاجب المنصور في أثناء وجوده في قلعة الناصري، وعاد الحاجب المنصور إلى قرطبة، وعند وصوله أُصدر مرسوم من الخليفة بإطلاق لقب المنصور بالله على ابن أبي عامر.


شارك المقالة: