اقرأ في هذا المقال
يعتبر أحمد باي بن مصطفى أمير تونس يلقب بأحمد الأول والده هو مصطفى باي، وقد تولى الحكم في سنة 1837 حتى موته 1855 وهو عاشر البايات الحسينيين بتونس، حيث بتكليف من أباه اعتنى الوزير مصطفى صاحب الطباع بتربيته وحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة التركية وعلمته والدته جارية إيطالية اللغة الإيطالية.
الأحداث التي جرت في عهد أحمد باي بن مصطفى
تتميز الظروف التي وصل فيها أحمد باشا بك إلى السلطة بما يلي:
- احتلال الجزائر سنة 1830 وعدم قدرة الدولة العثمانية على الدفاع عنها كإحدى دولها، واتضح حينها أن الحركة الاستعمارية لن تقتصر على الجزائر، حيث الأمر الذي دفع أحمد باشا بك إلى الاقتراب من الفرنسيين.
- سلوك محمد علي باشا في طريق الإصلاحات وكذلك سياسته المستقلة تجاه الباب العالي، حيث قد شجع ذلك أحمد باشا بك على المضي قدماً في سياسة الاستقلال هذه من جهة والإصلاحية من جهة أخرى.
- اعتماد عدد من الإصلاحات في وسط الإمبراطورية العثمانية بما في ذلك أن السلطان عبد المجيد تبنى خط كالخانة سنة 1839.
الإصلاحات العسكرية والاجتماعية التي قام أحمد باي بن مصطفى
العديد من العوامل أثرت على أحمد بك وجعلته يقوم بهذه الإصلاحات ومن أبرز هذه العوامل:
- حرصه على إصلاح الجيش وتحديثه خاصة أن فرنسا احتلت الجزائر سنة 1830 وأصبح جيشها يشكل خطراً على الدولة التونسية.
- تأثر بما رآه خلال زيارته لفرنسا من تقدم معماري خاصة في تنظيم جيشهم، لذلك أراد الاقتداء بهم وتشكيل جيش تونسي على النموذج الفرنسي.
عمل على توفير المعدات الضرورية لتطوير الجيش فاهتم بإنشاء العديد من المصانع مثل معمل البارود وقام ببناء بحرية عسكرية متطورة، حيث لعل من أبرز إصلاحات أحمد باي منع استيراد العبيد ومنع بيعهم في الأسواق التونسية بدلاً من ذلك ألغى العبودية تماماً في سنة 1846.
تمثلت الإصلاحات الاجتماعية في إلغاء الرق: أصدر أحمد بك قانوناً سنة 1846 يقضي بمنع الرق لنشر المساواة والعدالة وكذلك منع بيع العبيد وضمان الحرية لكل مولود في المملكة التونسية، حيث تأثر في إصلاحاته بمبادئ الثورة الفرنسية ويعتبر من أولى التجارب في العالم الإسلامي.
وقد لقي هذا الإجراء استحساناً من الخارج وخاصة من الدول الأوروبية رغم أنه لم يحقق تحولاً جذرياً في المجتمع، حيث استنفدت إصلاحات أحمد بك الأول خزينة الدولة وكان لها تأثير مهم على البلد التونسي لكن النتائج ظلت محدودة.
