هناك مجموعة من المؤشرات الإحصائية والاجتماعية التي تدل على أن المرأة بفضل ثقافتها وتعلمها ووعيها استطاعت أن تقطع مسافات متنامية في مجالات متعددة منها مجال التعليم ومجال العمل ومجال الإنتاج ومجال السياسية ومجال القانون.
أحوال المرأة العاملة:
إن الإنجازات التي حققتها المرأة لم تكن صدفة بل هي النتيجة التي بذلتها المرأة نفسها والحكومات والمنظمات الدولية في تحرير المرأة ورفع مكانتها الاجتماعية والحضارية، والعمل على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وفتح المجال أمام المرأة من أجل الدخول إلى المؤسسات التعليمية وإشغال الوظائف والأعمال المهمة في داخل المجتمع.
ولكن على الرغم من تغيير مكانة المرأة وارتفاع مكانة المرأة الاجتماعية، وتطور أوضاع المرأة المهنية والأسرية والثقافية والمادية بعد حصول المرأة على الحقوق الاجتماعية والحقوق القانونية، وقدرة المرأة على التعلم ودخول المرأة إلى مجالات متعددة ومختلفة ومشاركة المرأة في عملية اتخاذ وصنع القرار التي تتعلق بالمجتمع والتي تتعلق بمستقبل المرأة وأسرتها، ولكنها لا زالت تعاني من مجموعة من المشكلات والمعوقات الاجتماعية والحضارية والنفسية التي تعمل على الحد من نشاط المرأة.
وتضعف عند المرأة روح العمل المبدع والخلاق والتي تحاول تعرض مكانة ومنزلة المرأة الاجتماعية في الأسرة إلى مجموعة من الأخطار التفكك الأسري، كما أن المشكلات التي تواجه المرأة العاملة أكثر من المشاكل التي نواجه المرأة غير العاملة.
وأن المرأة التي تقوم بعملين أو دوريين اجتماعيين في وقت واحد داخل المنزل وآخر خارج المنزل، قد يعرض المرأة إلى مجموعة من المشكلات منها المشكلات الجسمية والصحية ومشكلات نفسية مثل الضغوطات النفسية التي يسببها العمل في داخل وخارج المنزل وأيضاً مشاكل اجتماعية، وهذه المشاكل ليس من السهل على المرأة حلها والقضاء عليها وبشكل خاص إذا لم يكن للأسرة والدولة والمجتمع دور من أجل مساعدة المرأة في إشغال أدوارها الاجتماعية المتعددة والمختلفة.
كما أن الحركات والمنظمات النسوية شجعت المرأة في جميع المجتمعات والبلدان على الانخراط والعمل في جميع المجالات والمؤسسات والدوائر الرسمية وغير الرسمية في المجتمع، الأمر الذي ساعد على زيادة الأيدي العاملة من النساء وتقليل النقص الذي يحصل في القوى العاملة على مختلف مجالاتها وأنواعها.