أدوار الممرضة في النسق الطبي في علم الاجتماع الطبي:
تقوم الممرضة في الكادر الطبي بسلسلة من الأدوار المهمة والضرورية، ينطوي عليها التكاتف مع الأدوار الأخرى والاستناد المتبادل بينها، حتى أن نجاح الممرضة في الاستشراف بأدوارها مرهون بوعيها لهذه الحقيقة، وتدل بعض الدراسات والبحوثات إلى العديد من الأدوار التي تؤديها الممرضى في المستشفيات من خلال تقديم الخدمات الصحية، وتتضمن هذه الأدوار فيما يلي:
1- الممرضة كمترجمة:
حيث تفسر الممرضة لغة الخدمة الصحية، إذ هي لغة تختص وتختصر معرفتها على أصحاب المهنة فقد كالأطباء والممرضات، وهناك اسلوب وطريقة أدائية تختص بالعيادات والمستشفيات قلماً يفهمه ويفسره المرضى أو مثلهم، فالمعدات الموجودة في المستشفيات غريبة ولها هيبة في أكثر الأحيان، فإن المستشفى وأقسامها وغرفها تكوّن في مجموعها عالماً مختلفاً عن الحياة الطبيعية، حيث يزداد ويرتفع صعوبة موقف المصاب بتأثير مستوى الخوف والارتعاب الإضافية التي تنبعث من المرض في النفس الإنسانية غالباً.
ومن هذا الأساس نلاحظ أن للممرضة دوراً مهماً في بالغ الأهمية، ﻷنها تعمل على شرح وتفسير للمريض وعائلته لما يصعب عليهم من الأكور العلاجية، ويتجاوز هذا الشرح والتفسير مجرد إدراك ووعي المريض بما يحدث حوله، ليتضمن اجراءات لإعادة تجهيزه واستعداده لنشاطاته.
ولذلك تحرص الكثير والعديد من المستشفيات على وجود أخصائيين لهم قسم في الخدمة الاجتماعية لمقابلة هذه المهمة، وعند عدم توافر أخصائي اجتماعي، أو عدم توفر قسم للخدمة الاجتماعية بشكل عام، فإن على الممرضة أن تأخذ مكان الأخصائي وتمارس دورها.
2- دور الممرضة في إكمال دور العائلة بالمستشفى:
يؤثر المرض على العلاقة بين المريض وعائلته وأيضاً على الجماعات الاجتماعية، فإن الارتعاب يجتاح المريض عندما يدخل المستشفى، خاصة أنه غير معتاد بطبيعة بجوها، فيصبح لديه نوع من الحاجة الضرورية ﻹشباع العاطفة وأن يشعر بالأمان، وبطبيعة الحال ليس بامكان العائلة أن تذهب للمستشفى كل الأوقات لتضمن لمريضها أن يتواصل في نمطه السلوكي المعتاد عليه من قبل، ولكن الممرضة هي الوحيدة التي يمكنها أن تقوم بالمحافظة على تواصل العلاقات والسلوكيات التي تعوّد عليها المريض قبل مرضه، ومساعدته على التخلص على ارتعابه، وأنه بعيد عن عائلته وأصدقائه، وأن تحسسه بالأمان وتوفر له الراحة العناية الجيدة.
3- الممرضة مصدر يزود المريض بالثقة:
إن الارتباط بين المرض والعاطفة لا يحتاج إلى الإشارة على أهميتها عند التصرف مع المريض، إذ أنه يكون يفتقر ويحتاج للمعنوية بسبب المرض الذي أصابه، فلذلك يجب أن يسترد معنوياته التي افتقدها بالمرض، وأن يكون لديه الفرصة في استعادة راحته النفسية والتخلص من الأحساس بالإحباط والخيبة والاستسلام، وذلك بالإفضاء بمتاعبه وآلامه، فالمريض الذي يكون في حالة خطيرة، تشتد به الحاجة إلى من ينتحدث معه، وينصت إلى شكواه، وأن يطمأنه، فيأتي دور الممرضة هنا بأن يجب أن تستمع له وأن تطيب خاطره حينما تقوم بإعطائه الدواء.