اقرأ في هذا المقال
التاريخ الدقيق لميلاد عثمان غير معروف، والقليل جدًا معروف عن حياته المُبكرة وأصوله بسبب نُدرة المصادر والأساطير الكثيرة التي روى عنها العثمانيون في قرون لاحقة، من المرجّح أنّه وُلد في منتصف القرن الثالث عشر، وربما في عام (1254)، وهو التاريخ الذي قدمه المؤرخ العثماني في القرن السادس عشر كمال باشادادي، وفقًا للتقاليد العثمانية، قاد والد عثمان إرطغل قبيلة كايي التركيّة غربًا من آسيا الوسطى إلى الأناضول هربًا من الهجوم المغولي، ثمّ تعهد بالولاء لسلطان السلجوق الأناضولي، الذي منحه السيادة على بلدة سوت على الحدود البيزنطية.
هذه العلاقة بين أرطغل والسلاجقة مع ذلك، اخترعها إلى حد كبير مؤرخو البلاط بعد قرن من الزمان، وبالتالي تظل الأصول الحقيقيّة للعثمانيين غامضة، أصبح عثمان قائد القبيلة، عند وفاة والده في (1280).
لا يُعرف شيئًا عن أنشطة عثمان المُبكرة، إلّا أنّه سيطر على المنطقة المُحيطة ببلدة سوت ومن هناك شنّ غارات ضد الإمبراطوريّة البيزنطيّة المجاورة، أول حدث في حياة عثمان هو معركة بافوس في عام (1301) أو (1302)، حيث هزم قوة بيزنطيّة أُرسلت لمواجهته.
يبدو أنّ عثمان اتّبع استراتيجيّة زيادة مناطقه على حساب البيزنطيين مع تجنُّب الصراع مع جيرانه الأقوى، تقدمه الأول كان عبر الممرات التي تؤدي من المناطق القاحلة في شمال فريجيا بالقرب من إسكيشهر الحديثة إلى سهول بيتينيا الأكثر خصوبة، وفقًا لستانفورد شو، تمّ تحقيق هذه الفتوحات ضد النبلاء البيزنطيين المحليين، “بعضهم هُزموا في المعركة، بينمّا تمّ استيعاب آخرين بسلام من خلال عقود الشراء وعقود الزواج وما شابه.”
تُعتبر هذه الانتصارات والمآثر المُبكرة من الموضوعات المُفضلة للكُتاب العثمانيين خاصة في قصص الحب التي تثير غضبهم، هذه الأساطير تمّ إضفاء طابع الرومانسية عليها من قبل الأقلام الشعرية التي سجلت لهم في السنوات اللاحقة، لقد أولى الكُتّاب العثمانيون أهمية كبيرة لهذا المفهوم الأسطوري الذي يشبه الحلم لمؤسِّس إمبراطوريتهم.