أصل وجود المماليك وتربيتهم

اقرأ في هذا المقال


تسمية المماليك

لقد كانت تعود التسمية للمماليك إلى العبيد البيض الذين يتم أسرهم في النزاعات والحروب أو حتى ممن يتم شراؤه في مختلف الأسواق، لقد كان الكثير منهم في مراتب مجندين وقادة في الجيش، اللذين في النهاية حصلوا على الحكم في أواخر فترة الحكم في الدولة الأيوبية في مصر، أما فيما يتعلق بطلب المساعدة والاستفادة من المماليك فقد بدأت منذ حكم العباسيين، وأول من استعان بهم كان الخليفة المأمون.

أصل المماليك

لقد تشجع الكثير من الخلفاء والعديد من الحكام في استقبال وطلب المماليك، حيث استعان حكام مصر سواء من الأخشيديين، الفاطميين، الأيوبيين المماليك بهم، وبالتالي فإن أصل المماليك يأتي من مختلف الأصول سواء من الأتراك، الروم، أيضاً من الأوروبيين والشراكسة، واللذين أتى بهم الحكام حتى يستعينوا بهم فيما بعد، حيث كان كل حاكم وقائد يستمد منهم قوة وصلابة، بالإضافة للدعم والاستقرار في إمارته أو مملكته.

هناك قصتان مختلفتان فيما يتعلق بأصل المماليك، الرواية الأولى أن المماليك بدأوا في الظهور بداية في مصر خلال فترة حكم الخليفة الفاطمي العزيز، أما الرواية الثانية فتدعي أن أصل المماليك يعود إلى عملية أسرهم وإحضارهم من مختلف المناطق في آسيا الصغرى وغيرها إلى دولة مصر على يد السلطان الصالح أيوب، لقد كان المماليك يتعاهدون مع الملوك والأمراء، ثم يتم تدريبهم على مبادئ الولاء والوفاء لهم.

لقد كان الصالح أيوب ومن جاء بعده من الأمراء يتعاملوا مع المماليك بشكل مختلف، فقد كانوا يتقربون منهم بشكل كبير والتي تتشابه من علاقتهم مع عائلتهم وأبنائهم، ولم تكن العلاقة التي تربط المالك مع المملوك هي علاقة السيد والعبد، بل كانت أقرب لعلاقة المعلم مع تلميذه، مما يلخص أنها كانت روابط تعتمد على المحبة والاحترام في الأساس، ولم يكن هناك أي استعباد أو قهر، حتى إنهم كانوا يدعون على السيد الذي يقوم بشرائهم “الأستاذ” وليس تحت مسمى “السيد”.

إن تربية المملوك الصغير الذي يتم شراؤه وهو في طفولته المبكرة كانت تبدأ بأن يتعلم اللغة العربية من القراءة والكتابة، بعد ذلك يتم إرساله من أجل تعلُم القرآن الكريم، بعدها ينتقل إلى الفهم بمبادئ الفقه الإسلامي وآداب الشريعة وغيرها من المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي، مع الحرص على المراقبة المستمرة من المعلمين، وفي حال اقترف خطأ بما يتعلق في الآداب الإسلامية يتم تنبيههم على ذلك الخطأ، ثم تظهر الحاجة إلى العقاب.

نستنتج مما سبق الكثير من الأمور المتعلقة بأصل المماليك والأُسس في تربيتهم، أهمها التعامل اللطيف والعلاقة الجيدة بين المالك والمملوك وعدم التعامل بعنصرية وقسوة، بالإضافة إلى التربية ذات المستوى الرفيع والتركيز على الجانب الديني والإسلامي، مع استعمال أساليب صارمة للحفاظ على تلك القيم والمبادئ.


شارك المقالة: