أعضاء المجلس الإمبرطوري

اقرأ في هذا المقال


أعضاء المجلس الإمبرطوري:

أصبح الأعضاء الأساسيون في المجلس ثابتون في زمن السلطان محمد الثاني، وكان المجلس يتكون من: الوزراء والمسؤولون عن الشؤون السياسيّة والعسكريّة، أما في عهد السلطان أو الوزير الأعظم كان عددهم في الأصل ثلاثة، ولكن تمّ رفعه إلى أربعة في منتصف القرن السادس عشر، وخمسة في عام (1566) وسبعة في عام (1570)، وصل عددهم إلى ما يصل إلى أحد عشر في عام (1642)، ولكن بحلول هذا الوقت كان لقب الوزير أيضًا من قبل كبار حكام المقاطعات (بيلربيز)، الذين لم يحضروا المجلس.
تمّ تعيين الوزراء الذين لهم حق حضور المجلس “وزراء القبة” (kubbe vezirleri) من القبة التي تعلو قاعة المجلس في الديوانهان، القضاة العسكريون المسؤولون عن الشؤون القانونيّة، ربما تمّ تأسيسه في عهد مراد الأول، لم يكن هناك سوى شخص واحد يشغل هذا المنصب حتى أواخر عهد السلطان محمد الفاتح، عندما تمّ إنشاء وظيفة ثانية، ممّا أدى إلى تقسيم المسؤولية بينهما: كان أحدهما مسؤولاً عن روميليا (المقاطعات الأوروبية) والآخر الأناضول (المقاطعات الآسيويّة).
ولفترات وجيزة يشهد على وجود القاضي الثالث، زاد عدد أمناء الخزينة (defterdars)، وهم في الأصل صاحب مكتب واحد، إلى اثنين (مثل واحد لروميليا والآخر للأناضول) بحلول عام (1526)، وأربعة من 1578 (روميليا والأناضول وإسطنبول و “الدانوب” ، أي السواحل الشماليّة البحر الأسود).
خدم مزيد من (defterdars) في المقاطعات، مع تراجع الموارد الماليّة للدولة من أواخر القرن السادس عشر فصاعدًا، زادت أهميتها بشكل كبير، المستشار (nişancı)، الذي يُحتمل أنّ يكون أحد أقدم المكاتب، كان في الأصل الشخص الذي رسم ختم السلطان على الوثائق لجعلها رسميّة، أصبح رئيسًا لسكرتاريّة حكوميّة تتوسع باستمرار، تشرف على إنتاج الوثائق الرسميّة.

مثّل أعضاء المجلس الإمبراطوري الذروة في حياتهم المهنيّة المتخصصة: الوزراء العسكريون السياسيون؛ القاضي الشرعي؛ المتقاعدين عن الخدمة المالية؛ و(nişancı) خدمة ناسخ القصر، كان هذا هو الحال أكثر بعد القرن السادس عشر، عندما أصبحت هذه المهن – كقاعدة عامة – متنافية.
في حين أنّ المجموعات الأخيرة كانت منذ البداية مجندة في الغالب من السكان الأتراك المسلمين (على الرغم من أنّ القضاة كانوا ينحدرون من دائرة محدودة للغاية من العائلات القانونية)، كان الوزراء بعد عام (1453) من المتحولين إلى المسيحيّة في الغالب، كانت هذه طوعية جزئيًا (بما في ذلك ، حتى أوائل القرن السادس عشر، أعضاء من العائلات البيزنطيّة وغيرها من العائلات الأرستقراطيّة البلقانيّة).
ولكن مع مرور الوقت، أصبح مجندو نظام (devshirme)، الذي أدخل الشباب المتواضع المولد في مدرسة القصر، هو السائد كان التعيين في رتب المجلس الإمبراطوري طريقًا إلى القوة والنفوذ والثروة الهائلة، والتي قوبلت بالإنفاق المتفاخر بنفس القدر، كما كتب كولين إمبر، “كانت علامة مكانة الرجل في المجتمع العثماني حجمه، وحجم حاشيته عندما ظهر علنًا “، مما يعني أنّ أعضاء المجلس احتفظوا غالبًا بالمئات، إنّ لم يكن الآلاف من العبيد.


شارك المقالة: