كان ألكسندر أول ملك في الكونغرس البولندي حكمه من 1815 حتى 1825 وكذلك دوق فنلندا الأكبر، حيث كان حاكماً شعبياً وأكثر وجوداً بين الناس؛ بسبب أفكاره التحررية الليبرالية واهتمامه بطبقة الفلاحين، ومات بعد 10 سنوات وخلفه أخوه القيصر نيكولاي الأول.
لمحة عن ألكسندر الأول ملك بولندا
لقد أسس نظاماً تعليمياً شاملاً وعارض العبودية، لكنه لم يكن قادراً على إلغائها وكانت سياسته الخارجية معتدلة وحاول إقامة علاقة صداقة مع فرنسا وبريطانيا، حيث لم تدم هذه العلاقة طويلاً وأعلن نابليون بونابرت الحرب على روسيا سنة 1812 رافضاً الانضمام إلى القوى الثورية، وفي النهاية عمل ألكسندر مع حلفائه لهزيمة نابليون وهذا ما حدث له في مؤتمر فيينا سنة 1815.
خلال فترة حكمه سمح باستيراد الكتب من أوروبا وإنشاء المطابع الخاصة، وتم إنشاء مجلس الشيوخ الذي كان بمثابة هيئة إشرافيه وقضائية في نظام إدارة الدولة، كما تم تكليف مسؤول كبير بإعداد مسودة الدستور الروسي لكن بعد الانتهاء من إعداد هذا الدستور تقرر تأجيل صدوره.
في زمن ألكسندر الأول ترافقت محاولات تطوير روسيا مع توسيع الجهاز الإداري وإنشاء نظام شرطة في البلاد، حيث أصدر قراراً بحظر نشاط المحافل الماسونية بعد أن أصبحت منظمة شبه حكومية في البلاد بفضل دعمه الشخصي لها وحظر نشاط الجمعيات السرية الأخرى، حيث خلال فترة حكمه لم يكن قادراً على حل مشاكل البلاد من خلال إجراء إصلاحات وظلت معظم القضايا السياسية والاجتماعية في روسيا دون حل.
لقد كان أهم إنجازات ألكسندر هو فوزه على نابليون الذي هاجم روسيا وسار مع الجيش الكبير من فرنسا إلى موسكو، لكنه طرد من روسيا وهزم على يد تحالف من الحلفاء بما في ذلك روسيا، حيث على مدار عدد من المؤتمرات الدبلوماسية لعب ألكسندر المنتصر دوراً رائعاً في تحديد إعادة الهيكلة السياسية لأوروبا في فترة ما بعد نابليون.
خلال النصف الثاني من حكمه أصبح ألكسندر أكثر تعسفاً ورجعية وخوفاً من المؤامرات ضده، نتيجة لذلك أنهى العديد من الإصلاحات التي أجراها في وقت سابق، حيث قام بتطهير مدارس المعلمين الأجانب وأصبح التعليم ذو دوافع دينية ومحافظ سياسياً.
