أنماط الثقافة السائدة في المنظمة:
قام مجموعة كبيرة من الباحثين والعلماء في علم الاجتماع في عملية تصنيف ثقافات المنظمات إلى عدة تصنيفات بناء على التطور التاريخي والاجتماعي القائمة عليها، وقد شهدت هذه الثقافات تفاعلاً كبيراً في توضيح كافة الظروف والمعطيات القائمة في المراحل التاريخية المتعاقبة، وقد تم تصنيفها لعدة أنماط ومنها:
الثقافة البيروقراطية الهرمية:
يعتبر هذا النمط من الثقافة من أبرز الأنماط السائدة في المنظمات تلك التي تركز على مجموعة من مبادئ الثقافة التابعة للهيكل التنظيمي، ومع ذلك ضرورة الالتزام في مختلف المستويات المتفاوته للمنظمة، ولا بد لنا من المعرفة التامة بأن الثقافة تطورت في بداية مراحل الإدارة الثقافية المعاصرة، وقد تم اعتبارها على أنها مدرسة الإدارة العلمية والثقافية التي تتكئ وبشكل مكثف على الجانب البيروقراطي.
كذلك يعتبر الباحثين المتميزون في هذه الثقافة هم الجهات الوحيدة القاجدرة على إجراء عمليات التنسيق الثقافي المنظم، وعلى أساس هذا النمط يضمن أفراد المجتمع عملية تفعيل الأمور داخل المنظمة بشكل متفاوت، ولا بد لنا من معرفة القضايا الأكثر أهمية في تلك الثقافة التي تعمل على تحقيق أعلى مستوى للاستقرار والقدرة على التنبؤ التقليدي التابع للثقافة البيروقراطية.
ثقافة السوق:
هذا النمط من الثقافات قد يسود بشكل بسيط في المنظمات، أذّ يركز بشكل تام على قضية تبادل التعامل مع مجموعة كبيرة من الجهات الخارجية الفاعلة في السوق من مختلف العملاء والأشخاص الموردين، وهذا النوع من الثقافة لا يهتم بالعوامل التي تحدث داخل المنظمة بقدر ما تعمل على تحقيق عوامل النجاح القائمة على التعامل مع تلك الأطراف، ويعتبر الثقافة من أبرز العوامل التي تساعد في الوصول إلى الربحية والمكانة القوية على اعتبارها من أهم القضايا التي تركز عليها تلك الثقافة، مما يجعل المنافسة والإنتاجية أهم مفردات قيم تلك الثقافة.
ثقافة الجماعة:
هذا النمط من الثقافات يعتبر من أبرز أنواعها الذي تسعى كافة المنظمات في الاهتمام به، ذلك لكونه يقوم على مجموعة من القيم والأهداف المشتركة بين كافة الأفراد على اختلاف ثقافاتهم، وتحرص ثقافة الجماعة بشكل واضح على تماسك كافة أفراد المنظمة وتآلفهم، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات.