أنماط المؤسسات في تنظيم نظرية نسق الفعل عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


إن أهم العناصر الثقافية بالنسبة لبارسونز في تنظيم نظرية نسق الفعل، تمثل في أنماط المؤسسات التي تجسد أنماط التوجيه القيمي، ويصنفها بارسونز كما يلي:

أنماط المؤسسات في تنظيم نظرية نسق الفعل عند بارسونز:

  • المؤسسات العلائقية: وهي التي تشمل تبادلات لتوقعات الدور، التي تتضمن مصلحة كِلا الطرفين المتبادلين.
  • المؤسسات التنظيمية: وهي تشمل المحددات الشرعية المتصلة بانبثاق المصالح الخاصة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأهداف والوسائل، وهي تتضمن ثلاثة أنواع وهي: أداتية: تكامل الأهداف الخاصة مع القيم العامة، وتعريف الوسائل الشرعية، وتعبيرية: وهي تنظيم الأفعال التعبيرية المباحة، والتي تتصل بالمواقف والأشخاص والمناسبات، وأخيراً الأخلاقية: وهي تعريف المساحات المباحة للمسؤولية الأخلاقية.
  • المؤسسات الثقافية: وهي الالتزامات والواجبات لتقبل أشكال الثقافة، حيث تعمل على تبديل القبول والرضا إلى التزام مؤسسي، وتجدر الإشارة إلى أن اتخاذ نمط التوجيه القيمي نمط للمؤسسة، يعني أنه أصبح يتصل بعملية التقويم وفرض الجزاءات، ولذلك فإن المؤسسة القيمية ثابتة في النظام الاجتماعي، وتدعم تكامله.

ومن العناصر الثقافية اللازمة التي تخضع لعملية المؤسسة هي اﻷيديولوجيا، ويعرفها بارسونز، بأنها نسق معتقدات يحظى بالاتفاق العام من قبل أعضاء المجموعة، أو المجتمع أو جماعة فرعية، بما في ذلك الحركة الممثلة عن ثقافة المجتمع الرئيسية، وأن الأيدولوجيا تمثل نسق الأفكار الموجه نحو التكامل التقويمي في المجموعة، وذلك عن طريق تفسير الطبيعة الإمبريقية للمجموعة، والموقف الذي توجد فيه، والعملية التي تطورت ونمت عن طريقها، والأهداف التي تتوجه نحوها، ومسار الأحداث المستقبلية.
ويعرف أيضاً بارسونز الأيديولوجيا بأنها: برنامج ثابت لتنظيم العمليات الاجتماعية والسيكولوجية، حيث يريد إظهار أن المستويات السيكولوجية تنظم بموجب الأفكار والمعتقدات، وفي محاولة ﻹجراء مقاربة بين علم النفس والعلوم الاجتماعية.
يبدي بارسونز، إن نسق المعتقدات لا يعني الأيدولوجيا، إلا إذا اقترن بتفسير الموقف المتصل بأهداف محددة، مثلاً إن نسق المعتقدات المرتبط بالنصر في الحرب هو مجموعة معتقدات أدائية، ولتشكيل أيدولوجيا لا بدّ من وجود بُعد إضافي، وهو المسؤولية التقويمية للمعتقد كجزء من العضوية في المجموعة، وهذه المعتقدات يترتب عليها جزاءات، ولذلك فإن الأيديولوجيا تتميز عن المعتقدات الإدراكية بالواجب لقبول المعتقدات والتعليمات كأساس للفعل.


شارك المقالة: