أنواع الدول الاتحادية في علم الاجتماع السياسي:
1- الاتحاد الشخصي:
يتكون الاتحاد الشخصي من الارتباطات بين دولتين أو أكثر بحيث الدول التي تنظم لهذا التآلف يكون لهم فرد واحد حاكمهم، قد يكون قائداً أو مسؤولاً أو ما إلى ذلك، ورغم هذا فإن كل دولة من أعضاء هذا الارتباط تحتفظ باستقلالها الخارجي وبذاتها الدولية، وبسط سيادتها الداخلية والخارجية، فإذا أبرمت أية دولة من هذه الدول اتفاقيات ومعاهدات مع أية دولة خارج هذا الاتحاد، فإن ذلك يكون ملزماً لها دون الدول الأخرى الأعضاء التي لم تعقد تلك الاتفاقيات والمعاهدات، كذلك في حالة الحرب بين إحدى دول الاتحاد ودولة ثالثة، لا تتدخل الدول الأعضاء ولا تكن طرفاً في الحرب إلا بإجراء قانوني، وإن الحرب بين دولتين أعضاء في الاتحاد هي حرب دولية وليس حرب داخلية أو أهلية، وهذا ما جعل الاتحاد الشخصي أضعف أنواع الاتحاد.
2- الاتحاد الاستقلالي أو التعاهدي:
يعد هذا النوع من الاتحادات وسطاً من حيث الاندماج بين الدول المكونة له، بين الاتحاد الشخصي الذي تحتفظ فيه الدولة العضو بكل شخصيتها وسيادتها الداخلية والخارجية، وبين الاتحاد الفعلي الذي تفقد فيه الدولة العضو شخصيتها الدولية لصالح ظهور ذات الاتحاد في المجال الدولي، فالاتحاد الاستقلالي وإن كان يشبه الاتحاد الشخصي في الإبقاء على شخصية واستقلال الدول الأعضاء في المجالين الداخلي والخارجي، إلا أنه يربط بينها على أساس تنازل كل منها عن جزء من اختصاصاتها الخارجية لصالح هيئة اتحادية مشتركة، وبذلك وفقاً لمعاهدة تبرم بين الدول الداخلة في تكوينه.
3- الاتحاد الفعلي أو الحقيقي:
يتفق الاتحاد الفعلي أو الحقيقي مع الاتحاد الشخصي، من أن للدولتين أو أكثر الداخلة في إنشاء هذا الاتحاد رئيس أو ملك واحد، لكنه يتفاوت معه من حيث اندماج الدول المكونة له في مسألة الشؤون الخارجية، والاتحاد الفعلي ليس دولة في حد ذاته، ولكنه كاتحاد بين دولتين أو أكثر يتمتع بالشخصية القانونية المستقلة؛ لأنه يمارس نيابة عن الدول الداخلة فيه سائر الاختصاصات الخارجية كإعلان الحرب، وعقد المعاهدات والتمثيل الدبلوماسي، ولعل في تسيير هيئة واحدة للشؤون الخارجية للدول الداخلة في الاتحاد، مما يجعل منه صورة أقوى من النوعيين السابقين من الاتحادات، وإن كان الاندماج لا يزال اندماجاً جزئياً لا يصل إلى درجة الدولة البسيطة.
4- الاتحاد المركزي:
يتم انصهار الدول الداخلة في هذا الاتحاد في اتحاد مركزي، وانخراطها في دولة واحدة مع بعضها ، وبذلك فإن الدول الأعضاء فيه تختفي شخصيتها الدولية، لتصبح بعد ذلك دويلات أو ولايات، عندها تتكون شخصية دولية حديثة هي شخصية دولة الاتحاد المركزي، التي تمتاز وحدها بكل أشكال السيادة من الصورة الخارجية، وفئة من السيادة الداخلية بكل ولاية، وبالتالي فإن جميع الدول المكونة للاتحاد المركزي تخضع لحاكم واحد هو رئيس الدولة الاتحادية.