بما أن مرحلة الشيخوخة هي فترة حرجة يتعرض فيها المسنون إلى بعض المشكلات والاضطرابات وعدم التوازن في عمليات التوافق مع البيئة التي يعيشون فيها، فإنها تتطلب تدخل المختصين لحل هذه المشكلات وعلاجها وخاصة في ظل انتشار مراكز الرعاية الاجتماعية، التي أصبحت كضرورة لمواجهة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كتصدع منظومة القيم وتغير نمط العائلة، وعليه فإن المسنين بحاجة إلى رعاية باعتبارهم من الفئات الخاصة في المجتمع لتلبية حاجاتهم التي تعد بالغة الأهمية.
أهداف الخدمة الاجتماعية في مجال المسنين
تسعى الخدمة الاجتماعية لتحقيق أهداف وقائية وعلاجية وتنموية من خلال الأهمية التي يكتسيها تدخلها في مجال المسنين كالنظر إلى الشيخوخة على أنها حالة من القدرة وليست حالة من العجز ومرحلة سلبية في حياة الفرد، والتأكيد على أن النظرة الكاملة لرعاية المسنين التي تقوم على تداخل كامل في القضايا والجوانب المتعلقة بهم، والعمل على تصميم برامج متكاملة تراعي احتياجاتهم الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والترويحية التي تقع واجباتها على عاتق مجموعة مختصة من المزاولين لمهنة الخدمة الاجتماعية.
تبرز أهداف الخدمة الاجتماعية في مجال المسنين في أنها تعمل على مساعدة المسنين على استعادة توازنهم النفسي والعقلي والاجتماعي للوصول إلى تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لهم، ومساعدتهم في مواجهة مشكلاتهم المختلفة من خلال تدعيم ذاتهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم عن طريق تنمية القدرات المتبقية واستثمارها، وإعادة ربطهم بالواقع الذي يهربون منه، وإنقاذهم من أحلام الوهم والخيال التي يفرّون إليها في أحلام اليقظة.
كما تسعى إلى مساندة كبار السن في استرجاع مكانتهم الاجتماعية وإشباع حاجاتهم وتنمية قدراتهم على مقابلة الصعوبات التي تصادفهم في حياتهم، ومن الناحية الترويحية تعمل على شغل أوقات فراغهم بصورة إيجابية.
ولعل الهدف الرئيسي للخدمة الاجتماعية يكمن في مساندة كبار السن في رفع الروح المعنوية عندهم والوصول بهم إلى أنسب تعايش من خلال برامج الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، وتوفير سبل الاستفادة منها بما يحقق الرضا عن الحياة، وكذلك مساعدتهم في تدعيم وتكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية حتى يستطيعوا التفاعل مع بيئاتهم ومجتمعاتهم من جديد، والعمل على إعادة دمجهم بأسرهم، وذلك من خلال الزيارات التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي لأسرهم حتى يخلق لدى المسن جواً أسرياً من جديد.