أهداف يتبناها علم الاجتماع الراديكالي

اقرأ في هذا المقال


أهداف يتبناها علم الاجتماع الراديكالي:

1- فهم المجتمع والعلاقة بين الإنسان والمجتمع على أساس علمي سليم، بتطبيق المنهج العلمي تطبيقاً سليماً، ورفض العبودية للمفهومات التي يروج لها علماء الاجتماع التقليديون أو البحوث الأمبيريقية المجزأة، التي لا تعتمد على التحليل البنائي للمجتمع، مع التركيز على بناء القوة في المجتمع وعلى آليات التغير الاجتماعي الجذري.

2- عدم تقبل النظريات السائدة بشكل آلي وإخضاعها الدائم للنقد والتحليل والكشف عن مضمونها السياسي.

3- الالتزام الصريح الواضح بالقيم الإنسانية وجعل علم الاجتماع وسيلة تساعد على تنمية قدرات الإنسان الحقيقية، عن طريق خلق الظروف الملائمة لإشباع احتياجاته وتحريره من الاستغلال.

ولكن كل ذلك لا يشير إلا إلى موقف الراديكالية النقدي من النظريات التقليدية وأهداف علم الاجتماع الراديكالي، وما نحتاج إليه هو معرفة النظرية الاجتماعية البديلة التي يقدمونها.

الواقع أن التعرف على النظرية الاجتماعية الراديكالية أمر بالغ الصعوبة، ينبع هذه الصعوبة أساساً من اختلاف معنى الراديكالية عند مستخدميها، فبعض علماء الاجتماع يعتبرون أنفسهم راديكاليين لمجرد أنهم يخالفون الاتجاه العام السائد في الفكر الاجتماعي، أو في منهج البحث الاجتماعي.

والبعض الآخر يعتبرون أن مجرد التعبير عن المعارضة الأخلاقية للسياسات الاقتصادية أو السياسية مبرراً كافياً لتصنيف ذاتهم على أنهم راديكاليون، وهناك آخرون يرون أي موقف نقدي من الأنظمة الاجتماعية يعتبر موقفاً راديكالياً، حتى لو كان هذا قد لا يؤدي إلى أكثر من الدعوة لمجرد إحداث بعض الإصلاحيات التكنوقراطية.

ومن الواضح أن أمثال هؤلاء العلماء الاجتماعيين ليست لديهم نظرية اجتماعية مبلورة يمكن اعتبارها نظرية راديكالية، وهناك من يرى أن الراديكالية مرادفة للماركسية، وعلى هذا فإن كل من يتبنى النظرية الماركسية في المجتمعات الغربية يعتبر راديكالياً، ولكن من الممكن أيضاً أن هناك من العلماء الاجتماعيين من يدعو إلى التغيير الجذري للمجتمع دون أن يكون ماركسياً بالضرورة، كما أن هناك من يتبنى الماركسية في المجتمعات الاشتراكية أن يكون راديكالياً حيث تستخدم الماركسية في كثير من الأحيان للحفاظ على الأوضاع القائمة في هذه المجتمعات والحيلولة دون أحداث تغيير ثوري فيها، ينقلها إلى مرحلة تالية من التطور الاجتماعي.

ونحن نرى أن تعريف الراديكالية يجب أن يستبعد كل أولئك الذين يقتصرون على مجرد نقد بعض الأفكار السائدة في علم الاجتماع أو بعض الأوضاع السائدة في المجتمع دون المساس بالمسلمات الأساسية التي تنهض عليها النظريات الاجتماعية، أو بالأسس التي تنهض عليها الأنظمة الاجتماعية.


شارك المقالة: