أهميه التقاليد في المجتمع:
تُمثل التقاليد روح الأمة لأنها مهمة في تسيير حياتهم اليومية، وتعــطي لهـــم قوانين ونظم لذلك، هــي نظم متواجدة قبل وجود الإنسان، لأنها تعـطي للفرد مجموعة من الأنماط السلوكية المتفق عليها حتى يتبعها لكي يتمكن من تحقيق الحاجات الإنسانية، وبذلك هي ترســـم له الأساليب والتصرفات التي تسمح بالتفاعل، لذلك تعتبر عاملاً أساسياً في الحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وذلك لأنها تمثل قيم ومعتقدات القـــدماء التي يتــوارثها الأجيال، والتي تنتشر في الجماعـة لذلك هي تـــقوم بدور النظام الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي وبالتالي فهي تجسد نظاماً غير رسمي، أو ما يُطلق عليه نظام عرفي يتفق عليه، هــذا النظام الذي يتحكم في الأفراد ويُسير حياتهم، لأن كل ما يصدر من الأفراد مـن سلوكات هو نابع من النظام العرفي للتقاليد، والذي ينظم سلـــوك الأفراد ويسمح التفاعل بينهم.
وتحظى التقاليد بالتقدير والتبجيل، لأنها تمثل التاريخ الأساسي لماضي أي شعب، هذا التاريخ المشترك بين جميع أفراد المجتمع يعـبر عن مظاهر السلوك الجمعي المتكرر، وأساليب الناس الجماعية في العمل والتفكير تغذيها الذاكرة الجماعية ويحميها الضمير الجماعي، لأن الذاكرة هي التي تحتفظ في الحاضر بما أنجزه الأجداد من خبرات في الماضي، وبالتالي تحتفظ بالتاريخ المتوارث، التقاليد تظهر في وقت واحد داخل الوعي الجماعي والفردي وداخـــل العلاقات والتفاعلات المكـونة للحياة الاجتماعة.
فالتقاليد تعكس لنا قيم الأسلاف ومعتقداتهم وتصوراتهم الجماعية، أي هي المرآة العاكسة للماضي، والذي تجعله يتجسد في الحاضر، ويتعرف عليه المستجدين، حيث يستمر بوجودها وتكرارها الماضي، هذا الماضي الذي لا يبقى إلّا بوجود ذاكرة جماعية.
تظهـــر أهمية التقاليد حسب لفي بروهل “Bruhl Levy“، في الـماضي عند المجتمعات التقليدية والذي تحفظه الذاكرة الجماعية، لا يتوسع أبداً إنه يفتقـد للتعمق فيصبح ميكرو- تاريخي معبر عن الروايات أو النوادر “anecdotique“، وهذا ما يفسر كون التقاليد تترسخ في الذاكرة الجماعية، التي تجعلها أمراً أساسياً وتاريخ أمة، حتى أنها لا تعـرف أي توسع بل تقتصر على ما هو محتفظ به ومنتقل بفضل القصص والروايات أي التراث الشفهي من جيل إلى جيل آخر.