أهم إسهامات بيار بورديو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


نشأة بيار بورديو في علم الاجتماع:

ولد بيار بورديو في عائلة ريفية بمنطقة البرانس جنوبي غرب فرنسا وكان أباه موظف في البريد، ودرس في المرحلة العليا بمعهد باريس، ودرس في المدرسة العليا للمعلمين (ENS)، تخرّج أستاذاً في الفلسفة معهد علماء جيله، وبعد سنة من التدريس أرسل إلى الجزائر للخدمة العسكرية، وعاصر أحداث الثورة، وأجرى عدة بحوث في منطقة القبائل، ودرس الفلسفة بكلية الآداب بالجزائر العاصمة.

وغلب على تدريسه الطابع الاثنوغرافي الاثنولوجي الاجتماعي أكثر من الفلسفي، وأنشأ كتابه الأول وهو سوسيولوجيا الجزائر عام 1958، وبعد العودة إلى فرنسا عين أستاذاً مساعداً بكلية باريس، وأستاذ محاضر بجامعة ليل عام 1960، وأستاذ بالمدرسة العليا للمعلين (ENS)، وعين في نفس العام مدير الأبحاث بمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية، وشرع في نشر أعماله مع مجموعة من الباحثين خاصة بارسون، وأسس مجلته حوليات البحث في العلوم الاجتماعية.

أهم إسهامات بيار بورديو في علم الاجتماع:

1- مفهوم الحقل عند بيار بورديو:

ما يمكن تسجيله عن هذا المفهوم، ينقسم العالم الاجتماعي في المجتمع الحديث إلى حقول أو فضاءات مثل الحقل الاقتصادي والسياسي والصحفي والفني، ويتنافس الفاعلون على احتلال مواقع السيطرة في الحقل كالصحفي والبحث عن أحسن مجلة وأعلى منصب، والحقل الاجتماعي ذو طبيعة تنازعية، والتنازعات تخص كل حقل ديناميكي وليست مجرد طبقات ثابتة ومحددة، ولكل حقل مجموعة مسيطرة ومسيطر عليها، وكل طرف يحاول باستمرار الحفاظ على ميزان القوى أو تغييره لصالحه، كل فرد يحاول ضمان استمرار إنتاج طبقته في الحقل من خلال رأسماله الثقافي.

رغم الاستقلالية النسبية للحقول فبينها تداخل وترابط، والهدف من استراتيجية كل فرد هو زيادة رأسماله الاقتصادي وتحسين الوضع الاجتماعي وتثبيت رأسماله الرمزي، بخلاف ماركس فالفضاء الاجتماعي متعدد وغير أحادي اقتصادي فقد عند ماركس، وتعدد أشكال الحقول أوجد تعدد أشكال السيطرة، وتحدث المواجهة بينها في إطار الحصول على أوسع رقعة من السلطة.

2- مفهوم الرأسمال عند بيار بورديو:

أهم ما يحدد هذا المفهوم غير بورديو مفهوم الرأسمال كما هو عند ماركس، والرأسمال هو طاقة اجتماعية يستحوذها الشخص ويستند عليها في التمييز والمنافسة، وخصوصية الرأسمال هي كل شيء قابل للمراكمة وللتحويل ويدر نوعاً من أنواع الربح، وأنواعه هي الرأسمال الاقتصادي، يتمثل في الثروة والممتلكات وهو يؤمن مستوى من الحياة وتكوين الثروة.

والرأسمال الثقافي وهي المؤهلات الثقافية المكتسبة في التعليم، والهيئة الجسمانية، والقدرات اللغوية، وقد تأخذ شكلاً فردية أو مؤسساتية تتم عن طريق التنشئة، والرأسمال الاجتماعي وهي شبكة العلاقات التي يستعين بها الفرد عند الحاجة، وهي موروثة عائلياً وقد تتعلق بالفرد، والحفاظ على استمراريته.

3- التطبع الأبيتوس عند بيار بورديو:

وهي نسق الاستعدادات الدائمة والقابلة للنقل، وهياكل مستعدة لتعمل كهياكل مُهيكلة أي كمبدأ مولد ومنظم للممارسات والتمثيلات التي يمكن أن تكون متكيفة بشكل موضوعي مع هدفها دون أن نفترض البعد الواعي للغايات والتحكم الصريح بالعمليات الضرورية من أجل الوصول إليها.


شارك المقالة: