اقرأ في هذا المقال
يمكن أن نوصف الأنثروبولوجيا الطبية بصورة مختصرة وعامة بأنها دراسة الافتراضات الثقافية والتطبيقات الاجتماعية التي تتعلق بمصدر ومعرفة إدارة الصحة والمرض، وهي لا تتناول الأفكار المحددة بمعرفة وإدراك الأسباب العامية أو الشعبية للمرض فقط، بل تتمثل أكثر النظم الرسمية للرعاية الصحية التي تنتشر عالمياً مثل التطبيب الذاتي.
أهم التعريفات الموضوعة للأنثروبولوجيا الطبية:
هناك تعريفات كثيرة للأنثروبولوجيا الطبية ننظر إليها من حيث دراسة الصحة والمرض والرعاية الصحية في سياق مفهوم الثقافة الحيوية، ومن حيث تركيزها على الارتباط الأيكولوجية بين الصحة والبيئة الثقافية الحيوية، وعلى تعريفات الثقافة الاجتماعية للمرض والعلاج، وإذا كانت الأنثروبولوجية الطبية تدرس الظواهر التي ترتبط بالصحة والمرض، فإن هذه الظواهر تتراوح ما بين الدراسات البيولوجية على المستوى الفردي مثل فحص المؤثرات الثقافية على الضغط وسوء التغذية، إلى الدراسات على المستوى الجزئي لخيارات الرعاية الصحية وافتراضات المرض، إلى البحوث الكاملة بشأن نظم الرعاية الصحية في محيطها الاقتصادي والسياسي.
تعريف الأنثروبولوجيا الطبية عند جورج فوستر:
وهي بأنها علم الثقافة الحيوية الذي يعني بكافة النواحي البيولوجية والاجتماعية والثقافية في الأداء الإنساني، والذي يركز بصفة منفردة بالوسائل والطرق التي تفاعلت بها هذه النواحي أثناء التاريخ البشري للتأثير في الصحة والمرض.
كما يمكن أن تعرف أنها قسم من الدراسات والبحوث الأنثروبولوجية التي تدرس العوامل التي تسبب وتقي أو تساهم على المرض والاعتلال، وكذلك الاستراتيجيات والممارسات التي بيّنت عنها المجتمعات البشرية المتنوعة للاستجابة للمرض والاعتلال، كما تتضمن الإطار المفاهيمي العام للدراسات الطبية للأجناس العرقية.
ومن الممكن أن تعرف أيضاً بأنها دراسة التقاليد المتعددة للعلاج والتداوي بما في ذلك المعالجون الطبيون وأيضاً مناهج وأيديولوجيات والفلسفات والأسباب والنتائج، بالإضافة لدراسة التقاليد والمورثات أو السلوكيات الثقافية التي تؤدي إلى تقلل من صحة الفرد والمجتمع، كما يندرج داخل هذا المفهوم إدراكنا ورؤيتنا للعادات الغذائية والأعشاب الطبية بالنسبة ﻷسلافنا القدماء، وتتضمن الأنثروبولوجيا الإكلينيكية الممارسة لهذه المعرفة المقارنة.
وهناك كذلك الأنثروبولوجيا الطبية النقدية والتي يتم تعريفها على أنها المجهودات النظرية والتطبيقية للمعرفة والاستجابة لمسائل ومشكلات الصحة والمرض والعلاج فيما يرتبط بالتفاعل بين الاقتصاد السياسي على المستوى الكلي والبناء الطبقي والسياسي على المستوى الفردي، والمستوى المؤسسي لنظام الرعاية الصحية والأفعال والمعتقدات العامية والشعبية علة المستوى المجتمعي.