أهم حركات الخوارج في البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


حركات الخوارج في البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان:

1- حركة يزيد الباهلي وسهم الهجيمي:

في عام 41هـ ذهب يزيد بن مالك الباهلي وهو في ولاية عبد الله بن عامر إلى معاوية بن أبي سفيان، وكان يرافقه سهم بن غالب الهجيمي، وعندما وصلو إلى الجسر وجدوا عبادة بن قرص الليثي، وهو أحد بني بجر، وكان عنده صحبة اجتمعوا عليه وقتلوه عند الجسر، ثم قاموا بطلب الأمن من ابن عامر فأعطاهم وأرسل لمعاوية: قد جعلت لهم ذمتك، فرد معاوية: تلك ذمة لو أخفرتها لسُئلت عنها، فلم يزالوا آمنين حتى قام بعزل ابن عامر.
وفي عام 46هـ قام سهم بن غالب الهجيمي ويزيد بن مالك الباهلي بالخروج عندما تولَّى زياد بن أبيه الولاية، فكان سهم قد توجه إلى الأهواز فأحدث وحكم ثم رجع وسأل الأمان، فلم يقم زياد بإعطائه الأمان وقام بقتله وصلبه على الباب، وأما يزيد قام زياد بإرساله إلى البحرين.
ثم أذن له فتقدم، فقال له: الزم مصرك، وقال لمسلم بن عمرو الباهلي: اضمنه، فأبى وقال: إن بات خارج بيته أعلمتك، ثم أتاه مسلم فقال: لم يبت الخطيم الليلة في بيته فأمر به فقتل، وأُلقي في باهلة.

2- حركة قريب الأزدي وزحاف الطائي:

في عم 50هـ قام قريب الأزدي وزحاف الطائي بالخروج إلى البصرة، وكان زياد بن أبيه وسمرة على البصرة، فذهبا إلى بني ضبيعة وكان عددهم سبعين، وقاموا بقتل شيخ منهم، وأتى عليهما شباب من بني راسب وعلي فرموهم بالنبل، وقتل عبد الله بن بن أوس اللطاحي قريباً وجاء براسه.
اشتد زياد بن أبيه على المنبر وقال: يا أهل البصرة والله لتكفنني هؤلاء أو لأبدنّ بكم، والله لئن أفلت منهم رجل لا تأخذون العام من عطائكم درهماًَ، فثار الناس بهم وقاموا بقتلهم.

3- خبر عروة بن أُدية الخارجي:

في عام 58هـ كان عبيد الله بن زياد مشتداً على الخوارج، فقام بقتل الكثير منهم صبراً، وفي الحرب جماعة أُخرى، ومن الأشخاص الذين قتلهم صبراً كان عروة بن أُدية، والسبب وراء قتله يرجع إلى أن عبيد الله بن زياد خرج في رهان له، وعندما جلس ينتظر الخيل اجتمع من حوله الناس وكان من بينهم عروة، فأتى إلى ابن زياد ليعظه، وكان ممّا قاله في سورة الشعراء: أتبنونَ بكلّ ريعٍ آيةً تَعبونَ* وتتَّخذونَ مَصانعٍ لَعلَّكمْ تَخلدونَ* وإذا بظشتُم بَطشتُم جبارين.
وعندما قال عروة بن أُدية ذلك ظنَّ عبيد الله بن زياد أن هناك من يقف معه، فقام فذهب وترك رهانه، فقيل لعروة: ليقتلنّك، فلم يظهر، فطلبه ابن زياد فهرب إلى الكوفة، واستطاع أهل الكوفة أن يأخذوه إلى عبيد الله بن زياد، فقام بقطع أيديه وأرجله، ثم دعا به فقال: كيف ترى؟ قال عروة: أرى أنك أفسدت دُنياي وأفسدتُ آخرتك، فقام بقتل، وأرسل إلى ابنة عروة وقتلها؛ لأنها كانت تعتنق مذهب أبيها.

الأسباب التي ذكرها المبرد في كتابه حول مقتل عروة بن أُدية:

4- حركة مرداس بن أُدية:

في عام 58هـ قام مرداس بن أُدية بالخروج إلى الأهواز، وكان عبيد الله بن زياد قد قام بحبسه مع من حبسهم من الخوارج، وكان السجان يرى عبادة مرداس ومدى اجتهاده، وكان يأذن له في اللي فيذهب، وعند طلوع الفجر يأتيه حتى يدخل إلى السجن، وكان صديق لمرداس يسامر عبيد الله، فذكر ابن زياد الخوارج فأراد أن يقتلهم إذا أصبح، فذهب صديق مرداس لبيتهم ليخبرهم.
فقال لهم: أرسلوا إلى أبي بلال في السجن فليعهد فإنه مقتول، فسمع مرداس ذلك، ووصل الخبر إلى صاحب السجن، فبات بليلة سيئة؛ بسبب إشفاقه من أن يعلم مرداس الخبر فلا يرجع، فعندما حان وقت رجوعه، قال له السجان: هل بلغك ما عزم عليه الأمير؟ قال نعم، قال: ثُمَّ غدوت! قال: نعم، لم يكن جزاؤك مع إحسانك أن تُعاقب بسببي، وأصبح عبيد الله فبدأ بقتل الخوارج.
وبعدها أمر بدعوة مرداس، وعندما أتى وثب السجان وكان ظئراً لعبيد الله بن زياد وأمسك قدمه، ثم قال: هب هذا، وقص عليه قصته، فوهبه له وأطلقه، وقد ذكر البلاذري أن سبب قتل ابن زياد للخوارج هو ان أحد الخوارج الذين في السجن كان يريد أن يقتل أحد الحراس، ثم أن مرداس خاف من عبيد الله وخرج إلى الأهواز ومعه أربعون رجلاً، وكان اذا اجتاز له مال إلى بيت المال أخذ منه عطاءه وعطاء أصحابه وأرجع الباقي.
وفي عام 60هـ علم عبيد الله بن زياد علم بأمر خروج مرداس ومن معه، فأرسل له جيشاً بقيادة أسلم بن زرعة الكلابي، وكان قوام الجيش ألفي رجل، وعندما وصلوا إلى مرداس ناشدهم الله أن يقاتلوه فرفضوا، ودعاهم أسلم لإعادة الجماعة، فقال: أتردوننا إلى ابن زياد الفاسق؟ فرمى أصحاب أسلم رجلاً من أصحاب مرداس فقتلوه، فقال مرداس: قد دأوكم بالقتال.
فاجتمع مرداس ومن معه وكانوا كرجل واحد، فقاتلوا رجال ابن زياد وهزموهم، ثم عادوا إلى البصرة، فلام ابن زياد أسلم وقال له: هزمك في أربعين وأنت في ألفين؟ لا خير فيك، فال: لأن تلومني وأنا حي خير من أن تثني علي وأنا ميت، وكان الصبيان إذا رأوا أسلم قالوا له: أما أبو بلال وراءك! فذهب إلى عبيد الله وشكاهم له، فأمرهم بالامتناع عن مضايقته، ففعلوا.


شارك المقالة: