عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي فرنسي، كان كونت أولسمن قام بالدعوة والعمل على قيام علم خاص بدراسة المجتمع، في البداية أُطلِق عليه اسم الفيزياء الاجتماعية ثم حُوِّل الاسم إلى علم الاجتماع.
من وجهة نظر كونت إنَّ هذا العلم هو الشكل المتطور للمعرفة الإنسانية، وأنَّ علم الاجتماع من وجهة نظره يقوم على نفس المناهج التي قامت عليها العلوم الطبيعية، وذلك بغرض التماثل بين ما هو اجتماعي وطبيعي.
و يرى أوجست كونت أنَّ الهدف هو تنظيم المجتمعات المتطورة تنظيم يقوم على قاعدة علمية، وأنَّ علم الاجتماع هو الذي يساعد على ذلك لأنَّه علم شامل وكُلّي للحياة الاجتماعية، يقوم بدراسة المجتمع في جميع مظاهره وجوانبه ومقوماته.
وقد صنَّف أوجست كونت علم الاجتماع إلى جزئين:
علم الاجتماع الاستاتيكي:
وكان هذا العلم من وجهة نظر كونت يدرس كل ما هو ثابت نسبياً، ويدرس المؤسسات والتنظيمات والتشكيلات الاجتماعية وعلاقتها ببعضها، كدراسة النظم الأسرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.
وكان يدرس العلاقات فيما بينها، وافترض أنَّ المجتمع في النهاية يُعتبر وحدة اجتماعة كاملة، وأنَّ الأجزاء كالنظم والجماعات لا تدرس إلا في الإطار المجتمعي.
علم الاجتماع الديناميكي:
وهو يدرس كل ما هو متغير عبر الزمن ومن هذا التحليل توصل إلى أنَّ وحدة الدراسة هي المجتمع الإنساني عامة، ومن خلال المنظور التاريخي توصل إلى أنَّ المجتمعات الإنسانية تمر بثلاث مراحل حتمية واعتبر أوجست كونت أنَّ الفكر وطريقة تفسير الناس وما يحيط بهم من ظواهر هو أساس لتصنيف مراحله، بمعنى آخر أنَّ الفكر يؤدي إلى تحول المجتمع من حالة إلى أخرى، وهذه المراحل تتمثّل بما يلي:
1-المرحلة الأسطورية: وهي المرحلة التي يفسر الإنسان فيها الظواهر لأسباب غيبية كالآلهة، مثلاً بعض الجماعات تَعتبر فيضان نهر هو بسبب غضب الآلهة فالاستجابة تكون بنفس الطريقة من خلال تقديم القرابين لإرضاء هذه الآلهة.
2-المرحلة الميتافيزيقية: وهي معرفة لا تقوم على أساس الواقع وطبيعته بل تتضمن مبادئ تمَّ التوصل إليها من خلال التأمل والحدس، وهذه المعرفة من الممكن أن تكون مجردة وممكن أن تكون صحيحة ومطابقة للواقع أو قد تخالفه.
3-المرحلة الوضعية: وتتمثل في المعرفة الأوربية في عصر كونت، وتفوم على أساس الواقع كما هو موجود وهي تتمثّل بالمعرفة العلمية.