أوجه الاختلاف بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


بالرغم من وجود أوجه اتفاق بين كل من الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية في أن كلاهما تقوم على أساس القيم الأخلاقية، وتستند على مسلمات في مقابلة مشكلات البشر وتقدم عن طريق مؤسسات وتشريعات أوجدها المجتمع، وتستبعد الربح والكسب المادي إلى جانب اهتمامها بالاحتياجات الإنسانية.

أوجه الاختلاف بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية:

  • من حيث النشأة: تعتبر الرعاية الاجتماعية ظاهرة اجتماعية، وجدت وسوف تبقى طالما أن هناك حياة وحاجات للإنسان الذي يعجز عن مقابلتها وإشباعها، وقد انكشفت نتيجة دوافع طبيعية ودينية وتكنولوجية وسياسية وإدارية أوجبت مساعدة الإنسان ﻷخيه الإنسان لتظهر البدايات الأولى، كما في الحضارات القديمة، وبتطور اتجاهات الرعاية الاجتماعية في تقديم برامجها المتنوعة، وظهرت الحاجة إلى أن تقدم تلك البرامج بشكل منظم ومدروسة علمياً، بعد أن ظهرت الحاجة إلى وجود مختصين في جمعيات تنظيم الإحسان واﻷماكن الاجتماعية فزاد الاهتمام بتدريب المتطوعين اكتساب مهارات التعامل مع الأفراد لتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية بشكل أنسب.
    أما الخدمة الاجتماعية فظهرت لنتيجة عوامل تتصل بالآثار التي ترتبت على الحروب المتوالية، وانتهاء عهود الإقطاع والثورة الصناعية وظهور الأفكار الاشتراكية والاكتشافات العلمية الجديدة، وفشل التشريعات المتوالية عن مقابلة الفقر، وحاجة المؤسسات الاجتماعية إلى وجود متخصصين لتقديم خدماتها.
    وبذالك فإن الرعاية الاجتماعية ظهرت منذ وجود الكائن الحي، أما الخدمة الاجتماعية فظهرت اقتراناً بالتاريخ العام للرعاية الاجتماعية، وتعد أنشطة الرعاية الاجتماعية هي البدايات الأولى التي تنبت منها الخدمة الاجتماعية، لتكون مهنة لها مقوماتها ودورها في المجتمع.
  • من حيث التعريف والمفهوم: على الرغم من الاتفاق على أن الرعاية الاجتماعية قديمة منذ وجد الإنسان، إلا أن هذا الاتفاق لم يواكبه الاتفاق على تعين مفهوم في مجالاتها نظراً لحداثة العهد بالدراسة العلمية للرعاية الاجتماعية، إلى ناحية كثرة تلك المجالات التطبيقية، واختلاف محتواها باختلاف المجتمعات التي تكوّنت فيها وتأثرها بفلسفة وأيدولوجية تلك المجتمعات.
  • مسؤولية تقديم الرعاية والخدمة الاجتماعية: لقد استندت برامج وخدمات الرعاية الاجتماعية في العصور السالفة، على الاجتهادات الشخصية بدافع من حسن النوايا لمحبي الخير لمقابلة المشكلات عن طريق المتطوعين، لتقديم أوجه الرعاية للمحتاجين ومع تطور المجتمعات أصبحت الرعاية الاجتماعية مسؤولية من مسؤوليات الدول عن طريق مؤسسات يَخلقها المجتمع كاستجابة لمواجهة حاجات مواطنيه، وذلك بعد أن تغيرت النظرة إلى الرعاية الاجتماعية من مجرد صدقة إلى اعتبارها حق من الحقوق الرئيسية التي يكلفها المجتمع لمواطنيه.
    وتعتبر كافة الأنشطة في الرعاية الاجتماعية التي يزاولها كل العلماء والمهنيين والحرفيين وغيرهم من الفئات بقصد توفير فرص النمو والتقدم والرفاهية للإنسان، فإن تحقيق الرعاية الاجتماعية يحتاج إلى كثير من المتخصصين على أساس أنها تتضمن كل ما يقدم في مجالات العدالة والخدمات القانونية والأمن ورعاية الشباب.
    أما بالنسبة الخدمة الاجتماعية فيتم تقديمها عن طريق قيام مجموعة مهنية واحدة تسمى بالأخصائيين الاجتماعيين بممارسة نشاطها المهني للمساهمة في إحداث النمو والتقدم والازدهار للإنسان التي تستهدفها برامج الرعاية الاجتماعية.

شارك المقالة: