سُمّيت أوروبا باسم “أوروبا البربرية”؛ وذلك لأنه في فترة من فترات العصور المظلمة في أوروبا، قام البربر بحكم أوروبا، وذلك تم قرن تلك الفترة باسم البربر.
تاريخ البربر في أوروبا:
قسَّمت الغزوات البربرية الإمبراطورية الرومانية الكبيرة إلى عِدة ممالك صغيرة؛ وذلك لأن البرابرة لا يدينون بالولاء إلا لحكّامهم ورؤساء قبائلهم، واحتفظت كل قبيلة بربرية بقوانينها وتقاليدها الخاصة بها، وترتب على ذلك اختفاء الحكومات الرومانية القوية.
وكما قامت القبائل البربرية بتدمير معظم التجارة الأوروبية، والتي وضع أسسها الرومان، وقليل من الناس في أوروبا، من استخدموا الطرق المعبدة بالحجارة، والتي كانت مشجعة للتجارة والاتصالات، بين المدن المزدهرة والإمبراطورية الرومانية، ولولا التجارة أبطلت النقود، حيث كانت الناس يعتمدون على الزراعة.
وفي القرن التاسع عشر ميلادي، تم تقسيم أوروبا الغربية إلى إقطاعيات كبيرة من الأراضي كانت تتسم بالضياع، وفقد حكم تلك الضياع القلة من من ملّاك الأراضي الأثرياء، حيث كان يطلق عليهم ملّاك الاراضي أو السادة، إلا أن معظم السكان كانوا من الفلاحين والفقراء، الذين كانوا يعملون في زراعة الأراضي، وكانت كل قرية في الضياع، تنتج ما تحتاجه من محاصيل، وكان يطلق على هذا النظام “نظام الإقطاع الأوروبي”.
الكنيسة في فترة حكم البربر:
كانت الكنيسة القوة الحضارية الرئيسة في العصور الوسطى المبكرة في أوروبا الغربية، فقد قدمت القيادة للشعب، وعملت على تنصير البرابرة، ورغم من أن أبناء أوروبا لم يعد يدينون بالولاء لحاكم واحد، حيث بدأوا تدريجاً يتحدون تحت حكم الكنيسة، وسافر ناس كثيرون، أطلق عليهم اسم “المنصرون”، والذين كانوا يسافرون لنشر الديانة النصرانية، وكما عملوا هؤلاء المنصرون على تحضير البرابرة، عن طريق نشر أفكار رومانية متعلقة بالحكم والعدالة في حياتهم.
وتولّى البابوات والأساقفة، وآخرون من كبار المنصرين وظائف حكومية كثيرة، وذلك بعد أن فقد الأباطرة الرومان السلطة والقوة، وقامت الكنيسة بجمع الضرائب، واحتفظت بالمحاكم التشريعية، لمعاقبة المجرمين، وكما كانت مباني الكنيسة عبارة عن مستشفى للمرض ونزل للمسافرين.
كما أصبحت المؤسستين الكنيستين الكاتدرائية والدير، مركزان للتعليم والثقافة في العصور الوسطى المبكرة، وقد كانت الكاتدرائيات كنائس للاساقفة وكان الدير لمجموعة من الناس يطلق عليهم اسم الرهبان، الذين تخلوا عن الحياة الدنيا، واتجهوا إلى العمل والصلاة، معتقدين أنها الطريق إلى الله، وكما ساعد الرهبان ورجال الدين في الأديرة، على الاستمرار في التعليم والقراءة باللغة اللاتينية، وكما عملوا على حفظ المخطوطات النفيسة القديمة، وعملوا على بناء معظم المدارس في أوروبا.