أين وقعت معركة مرج دابق؟

اقرأ في هذا المقال



معركة مرج دابق كانت معركة غيرت تاريخ الشرق الأوسط، بدأت المعركة في (24 أغسطس 1516)، بالقرب من بلدة دابق، دارت المعركة بين السلطنة المملوكيّة والتي كان جيشها يُقدر بخمسة الآف مُقاتل من مصر بالإضافة لجيش ولايات الشام والذي كان يُقدر عددها من (10 إلى 20) ألف، والإمبراطوريّة العثمانيّة بقيادة السلطان سليم الأول والذي كان جيشه ضخم يضُم (125) الف مقاتل على وجه التقريب ومعهم 300 مدفعاً وعدد كبيرمن الجنود الذين يحملون البنادق البدائية، والتي انتهت بانتصار العثمانين وغزو جزء كبير من الشرق الأوسط، ممّا أدّى إلى تدمير السلطنة المملوكيّة.

أحداث المعركة


تقدم الجيش المملوكي، وفي (20 أغسطس 1516)، قام بمعسكر في سهل مرج دابق، هناك، انتظر الغوري ورجاله قدوم العدو في هذا السهل، حيث سيتحدد مصير السلطنة قريبًا وفقا لتاريخ مصر وكما كتب محمد بن أحمد بن إياس، رتب المماليك أنفسهم مع السلطان الذين يشغلون العمود الأوسط، سيباي، محافظ دمشق، قاد الجناح الأيمن، وخير بك، محافظ حلب، أخذ اليسار، كان المُشير سيدون أدجامي أول من دخل في القتال، تبعه سيباي ، بقيادة فيلق قوي من المُحاربين المماليك المُخضرمين.
اندفعوا إلى المعركة وتمكنوا من قتل عدّة آلاف من الجنود الأتراك في الساعات الأولى من القتال، ممّا أجبر الجناح العثماني المُقابل على البدء في الانسحاب، ونجحت القوات المملوكية بقيادة سيباي في أخذ عدة قطع من المدفعية وأسر بعض المصممين، فكر سليم في التراجع أو طلب هدنة، عند هذه النقطة انقلبت المعركة ضد المماليك، بدأت الشائعات تنتشر بأنَّ الغوري أمر المجندين بالاحتفاظ بمنصبهم وتجنب القتال وترك القتال للجنود المُخضرمين الذين شاركوا بالفعل في المعركة.
عندما قُتل فجأة المارشال سيدون أدجامي وسيباي، اللذان كانا يقودان الهجوم، اندلع الذعر في الجناح الأيمن للمماليك، في غضون ذلك دعا خير بك، قائد الجناح الأيسر، إلى التراجع تعتبر حقيقة أنّ قواته كانت أول من خرج من الميدان دليلاً على خيانة الرجل.

ذكر ابن إياس رواية أُخرى عن هزيمة الجيش المملوكي وقف السلطان ودعا جنوده: “آغا! هذه لحظة قلبك! قاتل، وأنا أكافئك!” ولكن لم يستمع الجنود له وهربوا من المعركة. “صلوا ليعطينا النصر!” وكان يُردد الغوري، “هذه هي لحظة الصلاة، “لكنّه لم يجد دعماً ولا مُدافعين. ثمّ بدأ يشعر بنار لا تُخمد. كان هذا يوماً حاراً بشكل خاص، وارتفع ضباب غير عادي من الغبار بين الجيوش. كان يوم المعركة وكأنّه نزل غضب من الله على الجيش المصري، فقد توقف القتال، وفي أسوأ الأوقات، ومع تفاقم الوضع، خاف الأمير تيمور زردكاش من سلامة مستوى المعركة ثمّ جاء ليجد السلطان ويقول له: الجيش العثماني هزمنا، أنقذوا أنفسكم واهربوا إلى حلب.
عندما أدرك السلطان ذلك ، كان يعاني من نوع من الشلل الذي أصاب جانب جسده، وسقط فكه، وطلب الماء الذي أحضره له في كأس ذهبي، شرب بعضًا من الماء، وأدار حصانه ليهرُب، وتقدم بخطوتين، وسقط من سرجه، وبعد ذلك، استسلمت روحه شيئًا فشيئًا،
ومع ذلك تتفاوت الروايات حول كيفيّة وفاة الأشرف قنصوه الغوري، ربما يكون خير بك قد نشر تقريرًا بوفاته لتعجيل هزيمة المصريين، وفي رواية أُخرى في المعركة، أنّه تمّ العثور على السلطان على قيد الحياة في الميدان وتمّ قطع رأسه ودفنه لمنع سقوطه في أيدي العدو.
تُشير الرواية العثمانية إلى أنّه قُطع رأسه على يد جندي تركي، أصر سليم في البداية على إعدامه لكن تمّ العفو عنه لاحقًا، وبالمقارنة، كتب المؤرخ المصري ابن إياس أن هناك من قال إنّه مات من تمزق في المرارة وآخرون قالوا إنّه سمّم نفسه.


سليم الأول، الذي رحب به السكان كمُخلّص من ظلم المماليك، دخل حلب مُنتصراً، استقبله الخليفة العباسي بحرارة، وانضم إلى خير بك وضباط مصريين آخرين، وذهب إلى القلعة. من حلب سار مع قواته إلى دمشق، لم تفعل بقايا القوات المملوكيّة أي شيء جوهري لمقاومة العدو.
أدّى الخلاف بين الأمراء إلى فشل الجيش، ومنع أي عمل حاسم قد يكون له أثر على المسار اللاحق للأحداث، بعض مُساعدي الغوري دعموا الأمير جانبردي الغزالي كسلطان جديد، بينما فضّل آخرون نجل الحاكم المتوفى.
ومع اقتراب العثمانيين، انحسرت المقاومة حيث انتقلت القوات المُتبقية إلى الجانب التركي وفي رواية أُخرى أنّها هربت إلى مصر، قوات السلطان سليم الأول دخلت دمشق في منتصف أكتوبر، واستسلم السكان بسهولة، كانت السيطرة العثمانيّة صامدة، على الرّغم من تعرضها لخطر الثورات بشكل مُستمر، إلّا أنّها استمرت لمدّة ثلاثة قرون تقريبًا.


شارك المقالة: