إشكالية العلاقة بين الثقافة والتنمية

اقرأ في هذا المقال


إشكالية العلاقة بين الثقافة والتنمية:

قد لا تحدث عملية مبالغة كثيراً إذا تعارف على أنه لا وجود لأي أثر توافق في الرأي بين علماء الاجتماع فيما يخص أمر وجود ترابط بين الثقافة والتنمية، ففي أحد كتب الإعلام والتنمية تم اعتبار أن للثقافة في التنمية الشاملة دوراً مميزاً وموازياً للبُعدين الاجتماعي والاقتصادي.

وقد تم تشبيه أمر التنمية على أنه عبارة عن متساوي الأضلاع يعبّر كل ضلع منه عن الأبعاد الثلاثة: الاقتصادية الاجتماعيّة والثقافية، لكن وعلى عكس هذا الطرح فبعض الشعوب لم تقلّل على الإطلاق من دور الثقافة في التنمية، إلاّ أنهم مع ذلك لا يعالجوها كبُعد من أبعاد التنمية، وإنما يتم دمجها في البُعد الاجتماعي الذي يسمى أحياناً بالبُعد الثقافي ­الاجتماعي.

لا تواجد لأي دراسة للثقافة ببعد عن التنمية، وإنما كافة الدراسات تشير إلى أنّ التباين في الثقافات يؤدي إلى تباين في الافتراضات ووسائل العلاج، وربما يبدو الأمر أكثر سيولة للمعالجة، على الأقل من الوجهة النظرية الثقافية، إذا ما اعتمدنا مبادئ التنمية الثقافية إذ لا يعود هناك من حاجة إلى الحديث عن إفراد أم عدم إفراد بُعد مستقل للتنمية.

هذه الدراسة تؤدي إلى البحث عن كيفية خلق للثقافة أسس مهمة تابعة لركائز التنمية الثقافية المجتمعية، وفي هذا ردّ على ما كان شائع في الزمن الماضي الثقافة من أجل الثقافة فقط كالعلوم من أجل العلوم وهكذا، بينما نلاحظ في زمننا هذا، وكما أنه يوجد للثقافة أهدافاً تنموية نبيلة لا بدّ من رعايتها وإرساء دعائمها في المجتمع المدني الثقافي، وأهم تلك الأهداف السامية لا بل أكثرها تميزاً على الإطلاق، هو إعداد الإنسان وبناؤه بناء معنوياً.

الروابط بين الثقافة والتنمية:

يستدلّ من ذلك أن الروابط بين الثقافة والتنمية هي رابطة من مجموعة طوابع ثقافية سلمية، وإن دور الثقافة في التنمية الشاملة يعتبر أساسي، فتحسين ظروف المعيشة بين أفراد المجتماعات التابعة للتنمية، لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل الاقتصادية بل يفرض تحسيناً مستمراً لنوعية الحياة نفسها، كما يفترض تطلّعاً إلى قيم ثقافية جديدة.

عملية التطلع للتنمية هو بالنتيجة أمر ثقافي يعبّر الفرد من خلاله عن علاقته الأساسية وتساويه مع الآخرين، ذلك عن طريق الاتصال المتبادل، كذلك يجب إدراك أن كافة المعايير المادية وغير المادية للشرائح الاجتماعية العالمية، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حتى يتمّ احتواء كل وجوه التنوّع والتعددية بين الثقافات التابعة للتنمية الموجودة في كافة ثقافات العالم.


شارك المقالة: