إيفان آسين الثاني إمبراطور بلغاريا

اقرأ في هذا المقال


يعتبر إمبراطور بلغاريا من 1218 إلى 1241 والده إيفان آسين الأول إمبراطور بلغاريا ووالدته إيلينا التي نجت حتى بعد سنة 1235  هي ابنة ستيفان نيمانيا ملك صربيا، حيث يعتبر والده من مؤسسي سلالة آسين والإمبراطورية البلغارية الثانية وتحت حكم إيفان آسن الثاني ظلت الإمبراطورية البلغارية القوة المهيمنة في البلقان لقرن كامل.

لمحة عن إيفان آسين الثاني إمبراطور بلغاريا

كان طفلاً عندما قُتل أباه إيفان آسين الأول من مؤسسي الإمبراطورية البلغارية الثانية وحاول أنصاره تأمين العرش له بعد مقتل عمه كالويان قيصر بلغاريا في سنة 1207، لكن بوريل ابن شقيق كالويان الآخر اغتصب العرش وسيطر على الحكم بالقوة تغلب عليهم وأجبر إيفان على الهروب من بلغاريا واستقر في الإمارات الروسية.

لم ينجح بوريل أبداً في ترسيخ حكمه الأمر الذي مكن إيفان بمساعدة الإمارة الروسية العودة إلى بلغاريا وحشد جيش والإطاحة بابن عمه واستولى على تارنوفو وفقد بوريل بصره سنة 1218، حيث في البداية دعم الشركة الكاملة للكنيسة البلغارية مع البابوية وأبرم تحالفات مع القوى الكاثوليكية المجاورة المجر وإمبراطورية القسطنطينية اللاتينية.

بذلك تم تتويج إيفان آسين الإمبراطور الرسمي للبلاد ومع توليه العرش بدأ إيفان في الشفاء والتعويض عن الخسائر التي تكبدتها بلغاريا خلال حكم بوريل.

حياة إيفان آسين الثاني إمبراطور بلغاريا

بعد سنة 1228 حاول الفوز بوصاية الإمبراطور اللاتيني بالدوين الثاني البالغ من العمر 11 سنة لكن الارستقراطيين لم يدعموا إيفان آسين، حيث ألحق هزيمة ساحقة بثيودور كومنينوس دوكا حاكم إمبراطورية سالونيك في معركة كلوكوتنيتسا وسرعان ما انهارت إمبراطورية ثيودور واحتل إيفان مناطق شاسعة من مقدونيا وثيساليا وتراقيا.

بعد السيطرة على حركة التجارة عبر طريق إغناتيا تمكن إيفان آسين من تنفيذ خطة إعادة بناء طموحة في تارنوفو وصك العملات الذهبية في دار سك النقود الجديدة، حيث بدأ مفاوضات عودة الكنيسة البلغارية إلى الأرثوذكسية بعد أن انتخب جون دي برين وصياً على العرش من قبل بارونات الإمبراطورية اللاتينية لبالدوين الثاني في سنة 1229.

أبرم إيفان آسين وإمبراطور نيقية يوحنا الثالث تحالفاً ضد الإمبراطورية اللاتينية في اجتماعهما وخلال الاجتماع نفسه منحت رتبة بطريرك على رأس الكنيسة البلغارية كدليل على استقلاليتها، حيث جمع إيفان ويوحنا قواتهما في الهجوم على القسطنطينية لكن الأول أدرك أن يوحنا سيستفيد من سقوط الإمبراطورية اللاتينية كامل الاستفادة وقطع تحالفه مع نيقية، حيث بعد أن غزا المغول هربت مجموعات عدة من شعب الكومان إلى بلغاريا.

أعمال إيفان آسين الثاني إمبراطور بلغاريا

  • لسبب وجيه يعتبر إيفان آسين أحد أهم وأنجح حكام بلغاريا تضمن عمله إعادة البطريركية البلغارية المستقلة سنة 1235 بعد صراع طويل، حيث قام بسك أول عملات معدنية بلغارية ذهبية ونحاسية أصلية غير مقلدة وقمع القوى المركزية التي هددت واستنزفت البلاد في عهد سلفه وكذلك توسع الحدود البلغارية في جميع الاتجاهات.
  • حاول إيفان آسين الثاني دعم فعالية ونفوذ دولته عن طريق توفير مستوى محدد من الرقابة الإدارية وإبرام المعاهدات التجارية مع جمهورية راغوزا، حيث كان معروفاً بقدرته الفريدة على السيطرة على نفسه أثناء خوض الحروب في ساحة المعركة وكانت طريقته في مواجهة التحديات الصعبة هي اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية.
  • لكن على الرغم من ذلك تكشف سياسته عن تناقضات كبيرة لا سيما في علاقته وتعاملاته مع نيقية والإمبراطورية اللاتينية، حيث يمكن القول إن إيفان آسين الثاني نفسه لم يتمكن من تحديد أي من هذين الخصمين كان أكثر خطورة وأي حليف يمكن أن يكون أكثر ربحية.
  • على المدى الطويل ضمنت تصرفات وإنجازات إيفان الثاني انتصاره على ثيودور ملك إبيروس وانحيازه المطلق لصالح نيقية أن تظل نيقية خليفة للدولة البيزنطية الأكثر قدرة على استعادة القسطنطينية لكن في النهاية أدى النفوذ البلغاري الذي حققه على كل من صربيا وسالونيك إلى موته.
  • بعد موته ثبت أن الجهاز التنفيذي البدائي الذي تركه وراءه غير كفء وغير قادر على صد المحاولات المتتالية للاستيلاء على العرش من قبل الأقليات نتيجة لذلك شهدت الدولة فترة من الخسائر الإقليمية الفادحة، حيث فقدت كل من نيقية وإبيروس والمجر بالإضافة إلى سقوط بلغاريا في قبضة القبيلة الذهبية وأصبحت دولة تابعة لها.
  • على الرغم من صعوبة القول على وجه اليقين أنه كان من المستحيل حدوث مثل هذه التداعيات والتطورات الخطيرة في وجود إيفان آسين الثاني كإمبراطور لبلغاريا، حيث من المؤكد أن الفضل قد ينسب إليه في حصول ببلغاريا أثناء مدة فترة عرشه بعصر الازدهار والسلام الداخلي وتوسع النفوذ الخارجي عبر العصور.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشة قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: