احتلال اليابان لكوريا

اقرأ في هذا المقال


احتلال اليابان لكوريا

قامت اليابان بغزو كوريا في عام 1910 ميلادي واستمر حكمها فيها حتى عام 1945 ميلادي، وحسب المعاهدة التي تم عقدها بين كوريا واليابان في عام 1876 ميلادي تم خضوع مملكة جوسون للسيطرة اليابانية.

بداية الاحتلال الياباني لكوريا

منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر بدأت أوروبا بالتخطيط لغزو آسيا، وذلك من أجل السيطرة على الثروات السياسية والاقتصادية في دول قارة آسيا، حاولت أوروبا التدخل في الصراعات التي قائمة بين اليابان وكوريا وقررت إيقاف ذلك الصراع، في الوقت الذي كانت فيه كوريا رافضة وقعها تحت حكم الإمبراطور الياباني وأنّ يكون لها إمبارطوراً خاصاً بها، وتم الطلب من اليابان التخلي عن منطقة النفوذ الصينية، وأنّ يتم إلغاء نظام تبعية كوريا للصين.

رفضت اليابان تلك القرارات وكانت تريد خوض حرب ضد كوريا ولكنها رأت بأنّ قدرتها العسكرية والاقتصادية غير قادرة على تحمل تبعات تلك الحرب، وتم الطلب من الإمبراطور الياباني بأنّ يتم نقاش الموضوع مع كوريا وحلها بطريقة سلمية وعدم خوض الحرب.

مع بداية عام 1776 ميلادي بدأت كوريا تعاني من ضعف الاستقرار في أراضيها والتي استمرت لمدة أربعة أعوام، وفي عام 1800 ميلادي تولى الملك “سونجو جوسون” الحكم في كوريا بعد والده وكان لم يكن يبلغ من العمر إلا عشرة سنوات، ليتم وضع “كيم جوسون” وصياً على العرش وذلك كونه ينتمي إلى عائلة جوسون، وليبدأ بعد ذلك الفساد في الحكومة الكورية، فتم وضع الضريبة على الأراضي وفرض الخدمة العسكرية وكانت كوريا تنوي من خلال ذلك تحسين وضعها الاقتصادي، الأمر الذي أثر وبشكل كبير على طبقة الفلاحين.

خلال تلك الفترة انتشر الفساد بين موظفي الحكومة، وكانوا يقومون باستغلال وظائفهم والحصول على الأموال من خلال الرشاوي، قامت الحكومة الكورية بوضع قوانين جديدة للحد من عمليات الفساد التي اشتهرت فيها في تلك الفترة، كما أصدرت عدة قوانين للحد من نظام العبودية الذي كان سائداً حينها.

انتشرت في تلك الفترة البعثات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية والتي كان مرحباً بها عند طبقة النبلاء وبشكل وخاصة في سول والمناطق التي تحيطها وكانت تملؤها مشاعر الاضطهاد، وقامت مجموعة من العشائر الكورية ومن بينها عشيرة “دونغيانغ” على قتل الكهنة والذين تم تسميتهم باسم شهداء كوريا، الأمر الذي دفع الطبقة العليا إلى سحب عضويتها من المجلس، أخذت طبقة الفلاحين بالطلب المساواة مع المسيحيين.

كانت المدن في تلك الفترة تتميز بانتشار التعليم والثقافة فيها، وقد أثر ذلك بشكل إيجابي على القرى الكورية وسكانها والذين سرعان ما أخذوا بالتعلم والمطالبة بحقوقهم، وتم نشر العديد من المدارس التعليمية فيها والتي أخذت جميعها بالمطالبة المساواة بين جميع طبقات المجتمع الكوري.

تم بعد ذلك تتويج “وج غوجونغ” ملكاً على كوريا الكوري وقد كان ذلك في عام 1849 ميلادي،  وبدأت بعد ذلك عمليات الإصلاح، والتي كان الهدف منها تقوية الإدارة المركزية، ومن بين تلك القرارات إعادة بناء القصور والعمل على تمويل المشاريع التي كانت تنوي إقامتها، فقامت الحكومة الكورية بفرض ضريبة جديدة على الشعب الكوري.

كما تمّ إصدار قرارات أخرى منها الطعم في نظام المتبع في كوريا، والذي كان متوارث فقد على العائلة المالكة والذي حسب رأيهم بأنّ ذلك يؤثر على القوة التي تتمتع بها الدولة ويؤثر على اقتصادها، كما قامت بفرض الضرائب وبشكل كبير على الأكاديميات فيها، الأمر الذي أثر على الحركة السياسية فيها وقاموا بالطلب بوقف تلك القرارات.

في عام 1945 ميلادي تمكنت كوريا على الاستقلال من الحكم الياباني، وذلك بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، وتم وضع كوريا تحت حماية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، فتمت عملية تقسيم كوريا إلى دولتين بنظام اقتصادي وسياسي ومنفصل وأصبحت كل دولة تتمتع بحكومة منفصلة.

بدأت بعد ذلك عدة تحالفات بين الحكومة الكورية واليابانية والتي كانت تطالب بدمج الاقتصاد بين كوريا واليابان، لتصبح الإمبراطورية الكورية محمية يابانية وذلك حسب معاهدة اليابان وكوريا والتي تم عقدها في 1905 ميلادي وتم حكم كوريا بطريقة غير مباشرة من اليابان، ليتم بعد ذلك ضم اليابان إلى كوريا، وقامت اليابان بتأسيس  شبه الجزيرة الكورية وتم وصفها بأنّها مستعمرة يابانية، وقامت المطالبة بإلغاء المعاهدات التي كانت بين اليابان وكوريا واعتبارها غير صحيحة، حيث اليابان ما زالت تطالب بوضع كوريا تحت حكمها.


شارك المقالة: