احتمالات الصراع الثقافي:
يرتبط الصراع الثقافي ارتباط تناقضي بمدى تكامل الثقافة، ففي عملية الثقافة ذات الدرجات العالية من التناسق تقل فيها الكثير من احتمالات الصراع الثقافي، ذلك نظراً لما يعم عليها من إتقان للمعاير والقيم.
على عكس ذلك تكثر عمليات الصراع الثقافي، من خلال ما تحدثه الثقافة من تعارض بين مقوماتها الأساسية، وما يسود من عمليات ثقافية غير متجانسة بين أفراد المجتمع، والذي يؤدي في النهاية إلى تعدد الثقافات الفرعية بالدرجة التى لا يمكن فعلياً الوصول إلى عملية إتقان المعايير والقيم والسلوك الثقافي.
في وجه هذا الصدد الثقافي يقرر كافة علماء الاجتماع، إتقان مجموعة من الأمور الثقافية للوصول إلى عملية توازن ثقافي تام لمشكلة تعدد الثقافات الفرعية، حتى ولو أنه قد يصل على الأقل إلى نوع من التوازن الذي يضمن سير عملية الحياة فيه، ولكن إذا ما تعددت الثقافات الفرعية وزاد الصراع الثقافي إلى درجة كبيرة، وبخاصة فيها يتعلق بالقيم كان ذلك إيذانا بظهور المشاكل الاجتماعية.
ليست قضيتة الصراع الثقافي فقط القضية التي تحكم بواسطة النظام الاجتماعي والثقافي وحدها، لكن هناك نوع معين من التنظيمات الثقافية التي تتحكم في مجموعة الأفعال والسلوك الثقافية.
العالمة روث بنديكت واحتماليات الصراع الثقافي:
أكدت العالمة روث بنديكت أنه ما من ثقافة قد تمكنت من الوصول إلى آليات محددة من مظاهر السلوك فيها بشكل ثقافيأساسي في صورة نمط متسق ومتزن، إلا قد يبقى بعض تلك المظاهر مشتتاً، وقد تتجه بعض مظاهر الثقافة لتحقيق غايات ثقافية معينة مع ما كانت تتجه إليه من قبل.
وترى العالمة بندكت أيضاً أن النقص في الترابط الداخلي لاحتمالات الصراع الثقافي قد يستثني بعض الثقافات، ويرجع ذلك إلى نفس الأسباب الثقافية في كافة أحوال الصراع الثقافي، ولا يعود هذا إلى تزايد العديد من الاحتمالات للصراع الثقافي التي تجمع من ثقافات مختلفة، وإنما يعود إلى أنها لم تعد تكون نظاماً ثقافياً مغلقاً على نفسه.
قد يكون عدم الاتفاق على عناصر الثقافة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصراع الثقافي وما يلازمها من عادات ومعايير وقيم أو غيرها من أنماط السلوك داخل الجماعة الواحدة، كذلك عدم الاتفاق على الأنماط الثقافة بين جماعات ذات ثقافات مختلفة ،ويعبر ذلك عن صراع ثقافي خارجي.