اختلاف العادات والتقاليد بين الدول:
تتنوع جميع التقاليد والمعتقدات من بلد إلى بلد آخر، فالتقليد الذي يكون متاح في بلد معين يمكن أن يُعتبر تصرفاً غير مقبول أو غير لائق في بلد آخر، وما هو شائع لدى شعب، يكون محرماً عند شعب آخر لذلك، فإن عدم الاطلاع والتركيز على تلك الاختلافات بين الدول، يؤدي في كثير من الأوقات إلى ارتكاب العديد من الأخطاء، التي يمكن وصفها بالهفوات الكبيرة التي تهدم كافة العلاقات في عالم الأعمال. في هذا الموضوع بعض تقاليد وعادات شعوب اليابان وإسبانيا وإيطاليا واليونان.
تقاليد غريبة للشخص الياباني:
يقوم الشخص الياباني ويطوي صدره قليلاً إلى الأمام، مع بقاء يداه ممدودتان وملتصقتان إلى جانبي جسمه، عندما يعمل ذلك يلقي التحية أو يشكر أحداً أو يعبر عن أمر ما، في حين أنّ النساء يضعن أيديهنّ على الفخذين عند إلقاء التحية.
لا يتردد الشخص الياباني في المساعدة عند الحاجة لها، لكن تحتم على الشخص التقاليد اليابانية أن يقوم برفض هذه المساعدة 3 مرّات قبل أن تعود ويقبلها.
يمنح الشخص الياباني أهمية عظيمة للبطاقات الشخصية يسمى ذلك “بزنيس كارد”، وهو يعطيها ضيفه قبل أن يبدأ أي حوار معه، ومن المفترض أن تتسلمها بيديك الاثنتين مع الانحناء قليلاً، ثمّ أخذ الوقت الكافي لقراءتها.
كذلك يهتم الشعب الياباني كثيراً بمعرفة الوضع الاجتماعي ومركزه أو مرتبه في المجتمع لأيً شخص ما، فالتقييم الاجتماعي بالنسبة إليه، أمر شبه مهم وهو يدخل في صميم معتقداته وتقاليده، وإذا رغب في معرفة من هو أعلى مرتبة على طاولة الاجتماعات، ويتم مراقبة مَن هو الأكبر سناً أو الأكثر صمتاً بين الحاضرين، إذ من عادة الرئيس أن يدع الصغار يتحدثون كي يتفادى احتمال توجيه الانتقادات إليه.
يشتهر الشعب الياباني بدقة مواعيده بشكل كبير جداً، إضافة إلى اهتمامه بملبسه الأنيق، لذا على الانتباه دوماً إلى الحضور في الموعد المحدد.
تقاليد الشعب الإسباني:
يخاطب الشعب الإسباني الأشخاص بود عظيم، كما لو أنّه يوجد معرفة منذ مدة زمنية كبيرة، لكن هذا لا يعني أنّه يعتبر الشخص صديقاً له، لدرجة تجعله يكشف للشخص أسراره، وأيضاً يشتهر الشعب الإسباني بحبه للسهر المتأخر.
لا تقدم أغلبية المطاعم في دولة إسبانيا وجبة العشاء قبل حلول الساعة التاسعة مساء، ودعوات الغداء أو العشاء تعتبر فرصة مهمة جداً لبناء مختلف العلاقات الاجتماعية، التي تُعد جزءاً أساسياً من عالم الأعمال في إسبانيا، ويجب أيضاً تفادي الاعتذار عن قبول دعوة غداء أو عشاء كي لا تتم خسارة صفقة العمر.
يجدر بالشخص أيضاً الاهتمام بملابسه، فالرجل الإسباني يحب الأناقة ويختار ملابسه بعناية فائقة ويحرص على تنسيق الألوان، والأمر ذاته ينطبق على الإسبانيات.
تقاليد الشعب الإيطالي:
من أبرز تقاليدهم الأحاديث الشيّقة، وهي الشائعة بشكل كبير جداً في دولة إيطاليا حتى في عالم الأعمال، وأيضاً ذلك أنّ الشخص الإيطالي بارع ومُحب في تقليد كسر الجليد وودود جدّاً، وقد يسارع إلى أخذك في الأحضان وتقبيل وجنتيك بمجرد أن يتعرف إليك.
يجب تفادي توجيه أي انتقاد إلى التقاليد الإيطالية أو عاداتهم، حتى ولو كان المحدث ذو الجنسية الإيطالية يفعل ذلك، ويحب الإيطاليون استخدام الألقاب بشكل كبير جداً، فإذا رغبنا في مناداة أحدهم يجدر بنا أن نقول له: «بروفيسور أو دكتور فلان“.
عملية تبادل الهدايا أمر مقبول بين رجال الأعمال في إيطاليا، والهدية يجب أن تكون مميّزة أو من ماركة عالمية شهيرة، لكن يفضل ألا تقدِّم أي هدية قبل أن تحصل على واحدة.
لا يمنح أبناء الشعب الإيطالي أهمية كبيرة لأوقات المواعيد، ولا تفرض أيّ أوامر وعقابات على الشخص الذي يحضر بوقت بعيداً إلى الزمن المتفق عليه من قبل، دام أنّه يفعل ذلك أحياناً، لذا لا داعي أن يصاب الشخص بالهلع أو التوتر في حال وصلوله متأخراً عن موعده.
تقاليد الشعب اليوناني:
من عادة الشعب اليوناني أن يقوم بالسلام على الشخص الآخر باليد، وفي حال كان على معرفة سابقة به فإنّه يحضنه ويطبع قبلتين على وجنتيه.
ليس غريباً أن يصل الشخص اليوناني متأخراً عن الموعد المتفق عليه بوقت ما يقارب 45 دقيقة مثلاً، فالشعب اليوناني لا يحب التقيّد كثيراً بالمواعيد، ويعتبر أنّ الوقت ليس حكماً مبرماً ويمكن تطويعه وتغييره حسب الظروف.