استشهاد صلة بن أشيم وابنه في سجستان في عهد معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


من هو صلة بن أشيم؟

صلة بن أشيم العدوي ويكنَّى بأبو الصهباء، واسمه عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة أوردة سعيد القرشي، وعُرف بعبادته وزهده وقدوته، كما كان له العديد من المواقف المؤثرة في المجتمع الإسلامي، ومن هذه المواقف: عن ثابت قال: جاء رجل إلى صلة بن أشيم بنعي أخيه، فقال له: ادنُ فكل، فقد نُعي إليّ أخي منذ حين، قال تعالى: (إنكَّ ميتٌ وهمْ ميّتون).

وكان لصلة بن أشيم شرف صحبة صحابة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم، فكان قد تربى عيد أيديهم وتعلَّم جميع العلوم منهم، كما تعلم على يد عبد الله بن العباس ابن عم النبي صلَّ الله عليه وسلم وهو حبر الأمة، وكان صلة حاملاً سيفه دائماً طالباً للشهادة في سبيل الله تعالى.

وكان لصلة بن أشيم العديد من الكرامات، عن حمّاد بن جعفر بن زياد أنَّ أباه أخبره، قال: خرجنا في غُزاة إلى كابل، وفي الجيش صلة، فنزلوا فقلت: لأرمُقنَّ عمله، فصلَّى ثم اضطجع، فالتمس غفلة الناس، ثم وثب، فدخل غّيْضةً، فدخلت فتوضأ وصلَّى، ثم جاء أسد حتى دنا منه، فصعدت شجرة، أفتراه التفتَ إليه حتى سجد؟ فقلت: الآن يفترسه فلا شيء، فجلس ثم سلَّم، فقال: يا سبع اطلب الرزق بمكان آخر، فولّى وإن له زئيراً أقول: تصدّع منه الجبل فلما كان الصبح جلس، فحمد الله بمحامد لم أسمع مثلها، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلي يجترئُ أن يسألك الجنة.

وعن العلاء بن هلال: جاء رجل إلى صلة وقال له وأخبره بأنه أعطى شهاده، وأن صلة أعطى شهادتين فأخبره أنه يستشهد ومعه صلة وابنه، وعندما أتى يوم يزيد بن زياد عند لقائهم الترك في سجستان فانهزما، وقال صلة ابن أشيم لابنه بأن يرجع إلى أمه، فرفض الابن ذلك وقال له: يا أبتِ تريد الخير لنفسك وتأمرني بالرجوع؟ فقال له صلة: تقدم، تقدم، فظلَّ يقاتل حتى تمت إصابته، فرمى صلة حتى حسده وكان حينها رامياً، حتى تفرقوا عنه، وأقبل حتى قام عليه، فدعا له وقي يقاتل بشجاعة حتى استشهاده.

وعن حماد بن سلمة: أن ثابت قال: أن صلة كان في المعركة ومعه ابنه، فقال لابنه أن يتقد حتى يحتسبه عند الله تعالى، فحمل فقاتل حتى استشهد، ومن بعده تقدم صلة للقتال فقُتل، واجتمعت بعدها النساء عند زوجته معاذة العدوية، فقالت: مرحباً إن كُنتنَّ جئتنَّ لتهنئنني، ولكن إن جئتنَّ لغير ذلك فارجعن، وكانت هذه الواقعة التي استشهد بها صلة بن أشيم وابنه في عام 62هـ.


شارك المقالة: