يعتبر قوام الدين أبو سعيد كربوغا بن عبد الله الجلالي أمير تركماني من مماليك السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان، حيث كان أتابك الموصل خلال الحملة الصليبية الأولى وقام بتربية عماد الدين زنكي وعلمه فنون الفروسية والقيادة والقتال.
لمحة عن الأمير التركماني كربوغا
كان كربوغا جندياً تركياً يتمتع بموهبة عسكرية وظهر بعد موت السلطان السلجوقي جلال الدولة ملكشاه ولعب دوراً بارزاً في الصراع الذي اندلع داخل الأسرة السلجوقية الحاكمة، حيث انحاز إلى توركان خاتون زوجة ملكشاه في صراعها مع باركياروق من أجل أن يتولى ابنها محمود السلطة وقد تم حل هذا الصراع بتولي محمود حكم أصفهان وفارس.
حكم باركياروق باقي الدولة السلجوقية لكن سرعان ما مات محمود في سنة 1094 ثم سار باركياروق إلى أصفهان ودخلها وامتلكها، إلا أن صراعاً آخر اندلع بين باركياروق وعمه تتش الذي بدأ يطالب بالسلطنة وكان كربوغا في ذلك الوقت إلى جانب بركياروق.
حياة الأمير التركماني كربوغا
عندما انتصر تتش كان مصير كربوغا أن يعتقل في حمص وبعد مقتل تتش في سنة 1094 وتشتت ممتلكاته بين ولديه الدقاق ورضوان جرت اتصالات بين باركياروق ورضوان وبعد ذلك تم إطلاق سراح كربوغا، حيث في سنة 1095 خدم في جيش الخليفة العباسي المستظهر أثناء محاولته إعادة احتلال حلب.
بعد الإفراج عن كربوغا فقد نجح في الاستيلاء على مدينة حران ونصيبين ثم استطاع السيطرة على الموصل، وكان ذلك في سنة 1096، حيث بذلك قام بإنهاء حكم بني عقيل وبدا حكمه على الموصل التي استمرت حتى موته سنة 1101.
بعد هزيمة أنطاكية توجه كربوغا إلى الموصل حيث شارك مرة أخرى في الصراع على السلطة الذي اندلع بين باركياروق وأخيه محمد، حيث في سنة 1100 فقد أرسله السلطان باركيروق إلى أذربيجان ثم استولى على معظمها، ولما وصل مدينة خوي مرض بشدة وبعد 13 يوم في منتصف ذي القعدة سنة 1101 فقد مات كربوغا في خوي، حيث تم دفنه هناك وتبعه في حكم الموصل موسى التركماني نائب كربوغا في حصن كيفة الذي كتبه الموصل بعد أن سمعوا نبأ موت الأمير قوام الدين كربوغا.