الإصلاح على الجيش الكلاسيكي :
تألف فيلق الإنكشاريّة في الأصل من صبية مسيحيين مجندين، تمّ تدريبهم عسكريًا في ظل الإمبراطوريّة العثمانيّة، خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أصبحوا يُعرفون بأنّهم أكثر الوحدات العسكرية كفاءة وفعالية في أوروبا.
وبصرف النظر عن المشاة الإنكشاريّة كان هناك أيضا سلاح الفرسان (Sipahi) لكنّهم كانوا مختلفين عن الإنكشاريّين في أنّ لديهم واجبات عسكريّة وإداريّة.
كان الإنكشاريّون مُرتبطين بصرامة بالقدرة على أداء واجبات عسكريّة في أي وقت، لكن السباهي كان يعامل بشكل مختلف في المقام الأول من حيث أنهم حصلوا على دخلهم من الأرض التي أعطيت لهم من السلطان.
داخل هذه الأراضي الزراعيّة، كان السباهي مسؤولاً عن تحصيل الضرائب التي ستكون بمثابة رواتبهم، في نفس الوقت كانوا مسؤولين عن الحفاظ على السلام والنظام هناك، كما كان من المتوقع أن يكونوا قادرين على الخدمة العسكريّة كلما رأى السلطان أنّ خدمتهم ضروريّة.
بذلت الإمبراطوريّة العثمانيّة جهودًا عديدة لتجنيد خبراء فرنسيين لتحديثها، ذهب الضابط والمغامر الفرنسي كلود ألكسندر دي بونيفال (1675-1747) في خدمة السلطان محمود الأول، واعتنق الإسلام، وسعى إلى تحديث الجيش العثماني، وإنشاء مسابك المدافع، ومصانع البودرة والبنادق، ومدرسة الهندسة العسكريّة.
قام ضابط آخر وهو فرانسوا بارون دي توت بالمشاركة في جهود الإصلاح للجيش العثماني، نجح في إنشاء مسبك جديد لصنع مدافع الهاوتزر، وكان له دور فعّال في إنشاء وحدات مدفعيّة مُتنقلة.
قام ببناء التحصينات على مضيق البوسفور، وبدأ دورة العلوم البحريّة التي وضعت حجر الأساس للأكاديميّة البحريّة التركيّة في وقت لاحق، أحد الأمثلة على المستشار الذي حقق نجاحًا محدودًا هو الضابط الفرنسي فرانسوا بارون دي توت.
استطاع بناء مسبك جديد من أجل صنع المدفعيّة، كما وجه بناء قاعدة بحرية جديدة، لسوء الحظ كان من المستحيل عليه تقريبًا تحويل الجنود من الجيش النظامي إلى الوحدات الجديدة.
كانت السفن والمدافع الجديدة التي دخلت الخدمة أقل من أن يكون لها تأثير كبير على الجيش العثماني وعاد دي توت إلى بلاده عندما أرادوا مساعدته، كان من المقرر إرسال ضابط مدفعيّة شاب باسم نابليون بونابرت إلى القسطنطينيّة عام (1795) للمساعدة في تنظيم المدفعيّة العثمانيّة.