الإمبراطورية المغولية في ظل حكم محمد عالم خان

اقرأ في هذا المقال


ولد سيد مير محمد عليم خان في عام 1880 ميلادي وكان آخر أمير لسلالة مابغيت الأوزبكية، وهو أحد حكام إمارة بخارى في آسيا الوسطى، على الرغم من أنّ بخارى كانت محمية تابعة للإمبراطورية الروسية منذ عام 1873 ميلادي، وعندما بلغ من العمر الثالثة عشرة ، أرسله والده إلى سانت بطرسبرغ لمدة ثلاث سنوات؛ وذلك من أجل دراسة التقنيات العسكرية الحكومية والحديثة، في عام 1896 ميلادي، تلقى خبراً عهد من قِبل الحكومة الروسية.

الإمبراطورية المغولية في ظل حكم محمد عالم خان

أقام محمد عالم خان التعليم في بخارى ساعده والده في إدارتها، تم تعيينه حاكماً لمنطقة ثم تم إلى محافظة كرمان الشمالية ، التي وقعت تحت حكمه لمدة عامين آخرين، توفي والده عام 1910 ميلادي، عندما بدأ حكم عليم خان، أعلن أنه لن  يقبل الهدايا ، ومنع على مسؤوليه طلب رشاوى من الجمهور، أو فرض ضرائب على مناطق حكمهم، لكن مع مرور الوقت تغير موقف الأمير من الرشاوى والضرائب ورواتب الدولة، انتهى الصراع بين التقليديين والإصلاحيين وتمكن التقليديين من تحقيق النصر، وتم نفي الإصلاحيين في موسكو ، يقال أنّ عليم خان كان يفضل الإصلاحيين في البداية، إلا أنّه أدرك أن أهدافهم النهائية لن تساعده هو وأحفاده كحكام.

كان علم خان حاكماً تقليدياً، كتب أحد أهم الكتاب الطاجيك صدر الدين عيني وهو أهم الكتب وكما كتب روايات عن الحياة في عهد الأمير، تعرض للجلد بسبب تحدثه اللغة الطاجيكية وكتب فيما بعد عن الحياة تحت حكم الأمراء في جلاد بخارى، كان عليم خان الحاكم الوحيد في مانغدو الذي تم إضافة لقب الخليفة إليه، وكان آخر حكام من سلالة مابغيت وأصبح حاكماً صاحب انتماء قوي، في عام 1918 ميلادي أبلغ نشطاء حركة الشباب البخاريين البلاشفة أن البخاريين جاهزون للثورة وأن الشعب يريد التحرير، تحرك الجيش الأحمر إلى أبواب بخارى وطالب الأمير بتسليم المدينة للشباب البخاريين.

قام الأمير بقتل الوفد البلشفي، إلى جانب عدد من المؤيدين الروس للبلاشفة في بخارى والأراضي المحيطة بها، لم يوافق سكان بخارى الغزو وهرب الجيش البلشفي الذي لم يكن مُجهز ويعاني من سوء الانضباط وتوجه إلى المركز السوفيتي في الموجود طشقند، فاز الأمير بفترة راحة، مع انتهاء الحرب الأهلية في روسيا، قامت موسكو بإرسال تعزيزات عسكرية إلى آسيا الوسطى، في عام 1920 ميلادي، هاجم المدينة جيش من قوات الجيش الأحمر، تم بعد ذلك تدمير تابوت بخاري، وتم رفع العلم الأحمر في أعلى مئذنة، الأمر الذي دفع الأمير عليم خان الهروب إلى إلى قاعدته في طاجيكستان ومن ثم توجه إلى أفغانستان، وتوفي عام 1944 ميلادي وتم دفنه في مقبرة شوادوي سليمان.

أصل سلالة محمد عالم خان

يعود أصل عليم خان لسلالة جنكيز خان، على الرغم من أن الأمير كان لديه الكثير من الأطفال، إلا أنّ هناك عدد من نسله غير معروف، كان للأمير عليم خان ثلاث زوجات في بخارى ، بعد أنّ استقر في أفغانستان، تعاطف الناس معه وأهدى بناتهم له كزوجات، الأمر الذي جعل لديه الكثير من الزوجات في أفغانستان، كان لسيد عليم خان ذرية كثيرة، والتي تشير بعض الدراسات أنّ لديه ما يقارب 500 شخص، خلال السنوات الأخيرة من حياة الأمير، كان معه جميع أحفاده ، باستثناء عدد قليل من الأشخاص.

مع نهاية أغسطس 1920 ميلادي، حاوط الجيش الأحمر المنطقة بسرعة وبدأ في عملية قصف بخارى واقتحامها، أراد السيد عليم خان الخروج منها هو وعائلته وبعض شركائه بسرعة، تم السيطرة على بخارى، ونسي عليم خان ثلاثة من أبنائه اكتشفهم البلاشفة وأرادوا في البداية إطلاق النار عليهم مع العديد من أفراد الأسرة المتبقين والمقربين من الأمير لكنهم غادروا هم أحياء من أجل تعزيز الدعاية لصالحهم، وتم إرسالهم إلى موسكو ، ليتم تربيتهم في دار للأيتام القتلى من البلاشفة وجنود الجيش الأحمر.

طلب السيد عليم خان البلاشفة والمجتمع الدولي إطلاق سراح أطفاله وأفراد أسرته الذين بقوا في بخارى للانضمام إليه في أفغانستان. لكن البلاشفة رفضوه وأبقوهم رهينة لأغراض سياسية شخصية، كان أكبر أبناء السيد عليم خان الباقين في الاتحاد السوفياتي سلطان مراد والذي كان يعاني منذ الولادة من الإعاقة والعرج، وتم تخرجه من كلية العمال وبعد دراسته بدأ العمل في مصنع للمعاقين، كان يتحدث الإنجليزية، بعد ذلك بفترة قصيرة تم اعتقال سلطان مراد وتم الإعلان عنه أنّه عدو للشعب، وأنّه يتعاون مع المخابرات البريطانية، تم القبض عليه  أعلن سلطان مراد إضرابه عن الطعام وقد أدى ذلك إلى وفاته، كان سلطان مراد متزوج. كانت زوجته تعمل في مصنع صابون، وعندما تم إخبارها بوفاة زوجها، قامت بنفسها في الصابون المغلي.

قبل قيام الحرب العالمية الثانية حاول أصغر أبناء سيد عليم خان والذين بقوا في الاتحاد السوفيتي الهروب، لكن حرس الحدود السوفييت اعتقلوه في القرب من الحدود السوفيتية الأفغانية، ويقال أنّه تم اعتقاله على أراضي جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفياتية، أو في الحدود التي تفصل بين الاتحاد السوفياتي وأفغانستان، ويقال أيضاً أنّه تم اعتقاله في إقليم تركمانستان الاشتراكية السوفياتية، والتي تمر الحدود بين الاتحاد السوفياتي وأفغانستان، وتم الحكم عليه بالإعدام بعد ما تم القبض عليه.

كان شيخ مراد قد ربي مع إخوته في دار للأيتام في موسكو، إلا انّه في عام 1922 ميلادي، تم إرساله من قبل سلطات جمهورية بخارى الشعبية السوفيتية للدراسة في ألمانيا كجزء من تدريب الشباب الجدد للجمهورية الفتية، وحصل على اسم كامل جديد هناك بعد عودته من الدراسة  كان يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة كما درس في معهد صناعة الفحم، وبحسب زميل شخ مراد، خضر يوسوبوف، فإن شيخ مراد كان يحلم بأن يصبح رجلاً عسكريًا، لكن لم يتم قبوله للدراسة في مدرسة عسكرية؛ لأنّه يعد إبن عدو للشعب.

في عام 1930 ميلادي قرر أن يتبرأ من والده، وكتب رسالة إلى والده، حيث نبذ السيد عليم خان اتهمه هو وحكومته بارتكاب الجرائم والأفعال الشنيعة الخطوة وتم بعد ذلك قبوله في أكاديمية الهندسة العسكرية في موسكو، بدأ بعد ذلك التدريس في نفس الأكاديمية، وخدم في الجيش الأحمر وحصل على رتبة لواء، كما شارك في الحرب العالمية الثانية وفقد ساقه فيها  وحصل على وسام الراية الحمراء  وبعد انتهاء الحرب بدأ التدريس مرة أخرى في أكاديمية عسكرية في موسكو، كما كان له ابن اسمه القاسم والذي تم قتله على يد البلاشفة.


شارك المقالة: