يرى الدارسين في الاتجاه الليبرالي أنه يوجد مشكلة في العوامل الحضارية التي ساعدت على حدوث التغير الذي استجد على أدوار المرأة في المجتمعات الصناعية الحديثة.
الاتجاه الليبرالي في علم اجتماع المرأة:
انتشرت الدراسات التي تهتم ب الاتجاه الليبرالي في علم اجتماع المرأة والعوامل التي ساعدت على ظهور أدوار المرأة في المجتمعات الحديثة، مثل دراسات كوماروفسكي، هارتلي، دراسة لوباتا، دراسة روسي، وهذ الدراسات تأثرت بالدراسات السابقة لعلماء علم الاجتماع مثل ميرتون زنانيكي.
ركز المهتمين بهذا الاتجاه بشكل كبير على مدى تأثير التطور التكنولوجي والعلمي في المجتمعات الصناعية الحديثة وتغير فيها شكل الأسرة والأدوار التي تقوم بها المرأة، فنرى العالمين كوماروفسكي وهارتلي الذين ركزوا على التغير الذي حدث لأدوار المرأة وهذا نتيجة الحتمية من أجل تقلص وتقليل دور المرأة في العائلة.
ومع نمو وتطور المجتمعات الصناعية الحديثة بدأت الأسرة الممتدة والكبيرة بالتقلص، وهذه الأسرة كانت المرأة هي المسؤولة عن تربية الأبناء والاهتمام بالعائلة والمنزل، وبدأت هذه الأسرة في الاختفاء وظهور الأسرة النواة مَحلها
وتغير دور المرأة في هذه الأسرة وأصبح الوقت الذي تبذله المرأة في الاعتناء بالأطفال ورعاية المنزل أقل وذلك بسبب التقدم التكنولوجي والصناعي.
وبالتالي فإن هذا التطور أوجد للمرأة الوقت والفراغ وتتحمّل مسؤولية أقل، مما زاد فرص تعليم المرأة وتوفر فرص العمل لها، وفسر علماء علم الاجتماع الذين تأثروا بالاتجاه الليبرالي أن وضع ومنزلة المرأة المتميز بقدر كبير من الدونية.
ومن خلال وجود عدد من التناقضات الحضارية التي نتجت عن التعارض الذي نشأ بين النموذج القديم للأدوار التي تقوم بها المرأة والنموذج الجديد الذي ساعد على ظهوره وانتشاره الثورة الصناعية، هذا التطور أصبح يمارس بشكل أساسي في المجتمع وبشكل أساسي على التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي.
كما أكد أصحاب الاتجاه الليبرالي في دراستهم حقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة ويعد المشروع الليبرالي أول مشروع في التاريخ الذي أعطى للمرأة مكانة إجتماعية واعتبرها مواطنة ولها مجموعة من الحقوق تتساوى مع حقوق الرجل.
ولكن الليبرالية النسوية قامت برفض هذا الإطار الذي أوجدته الليبرالية الاجتماعية واعتبرت أن القوانين السياسية لم تترجم على أرض الواقع.