الاتفاقيات التجارية والدينية بين التحالف الفرنسي العثماني

اقرأ في هذا المقال


إنّ التحالف الفرنسي العثماني، والذي أُشتهر بالتحالف الفرنسي التركي، هو تحالفًا وقع في عام (1536) بين فرنسا وكان ملكها آنذاك فرانسيس الأول و الدولة العثمانيّة وكان سلطانها سليمان القانوني، وقد كان تحالف استراتيجي مهم، وقيل عنه أنّه “أول تحالف غير أيديولوجي دبلوماسي من نوعه بين إمبراطوريتين مسيحية ومسلمة.

متى بدأت الاتفاقيات التجارية والدينية بين التحالف الفرنسي العثماني؟

بدأت الاتفاقيات التجاريّة والدينيّة بين الفرنسيين والعثمانيين بالتفاوض على مسودة معاهدة (1536) بين جان دي لا فوريت وإبراهيم باشا، قبل أيام قليلة من اغتيال ابراهيم باشا، لتوسيع الامتيازات التي حصل عليها المماليك في مصر قبل عام (1518) لتشمل الإمبراطوريّة العثمانيّة بأكملها.

تم تمرير المعاهدات أو التنازلات، بين البلدين ابتداء من (1528) و (1536)، الهزيمة في فتح تونس (1535) على يد أندريا دوريا دفعت الدولة العثمانيّة إلى الدخول في تحالف رسمي مع فرنسا، تم إرسال السفير جان دي لا فوريت إلى اسطنبول، وتمكن لأول مرة من أن يصبح سفيرًا دائمًا في البلاط العثماني والتفاوض بشأن المعاهدات.

تفاوض جان دي لا فوريت على التنازلات في (18) فبراير (1536)، على غرار المعاهدات التجارية العثمانيّة السابقة مع البندقيّة وجنوة، على الرغم من أنه يبدو أن العثمانيّين لم يصادقوا عليها إلا في وقت لاحق، في عام (1569)، مع السفير كلود دو بور.

ما هي الامتيازات التي حصلت عليها فرنسا من الدولة العثمانية؟

سمحت هذه التنازلات للفرنسيّين بالحصول على امتيازات مهمة، مثل أمن الأشخاص والبضائع، والتجاوز للحدود الإقليميّة، وحرية نقل البضائع وبيعها مقابل دفع السلاملك والرسوم الجمركيّة، هذه التنازلات في الواقع منحت الفرنسيين احتكارًا تجاريًا شبه كامل في الشرق، واضطرت السفن الأجنبيّة إلى التجارة مع تركيا تحت الراية الفرنسيّة بعد دفع نسبة من تجارتها.

تم إنشاء سفارة فرنسيّة وكنيسة مسيحيّة في مدينة غلطة عبر القرن الذهبي (وهي شبه جزيره في اسطنبول) من القسطنطينيّة، كما مُنحت امتيازات تجارية للتجار الفرنسيّين في الإمبراطوريّة التركيّة، من خلال تنازلات عام (1535)، حصل الفرنسيّون على امتياز التجارة البحرية في جميع الموانئ العثمانيّة.
تمّ التوقيع على تحالف رسمي في عام (1536) كان الفرنسيّون أحرارًا في ممارسة شعائرهم الدينيّة في الإمبراطوريّة العثمانيّة، وتم منح الكاثوليك الفرنسيّين حضانة مقدسة الأماكن، تمّ تجديد التنازلات مرة أخرى عام (1604)، واستمرت حتى إنشاء جمهوريّة تركيا عام (1923).




شارك المقالة: