اقرأ في هذا المقال
إنّ التاريخ والعلوم الاجتماعيّة قد اهتمت بتحليل الكائنات الإنسانيّة وفهمها، وكل منهما يهتم بموضوع العلاقات الإجتماعيّة.
وإذا أخذنا التاريخ الاجتماعي على أنّه الحياة اليوميّة لسكان اليابسة في العصور الخالية على حد قول تريفيليان، فإنّ ذلك يشمل العلاقات الإنسانيّة والاقتصاديّة بين بعض الطبقات المُختلفة والمُتمثلة بطبيعة حياة الأُسر، والحياة المنزليّة وظروف العمل، والثقافة كل ذلك يتخذ ألوانًا دائمة التغيير في الأدب والسياسة والموسيقى والهندسة والعلم والفكر.
ويؤيّد تريفيليان على أنّ التاريخ السياسي يُصبح غير قابل للاستيعاب بدون التاريخ الاجتماعي، والتاريخ الاقتصادي يُصبح عقيمًا. إنّ المشاكل الاجتماعيّة في مُقدمة الأمور التي تشغل بال المُفكرين وهي بالقدر الذي تُحدثه مشاكل التنظيم السياسي.
إنّ فهم التاريخ قائم على فهم حركات المُجتمع سواء كانت اقتصاديّة أم سياسيّة ويمتد ذلك إلى البناء الاجتماعي الذي ينظم هذا المُجتمع أو ذاك.
إنّ حياة الفرد هي أهم الأمور في التجارب البشريّة ولعل وسعنا القول بأنّ أهميّة الأول ثقافيّة وعلميّة وأهميّة الثاني روحيّة وجماليّة.
إننّا نرى في التاريخ الاجتماعي بأنّ لكل عصر لونه، ويخضع المُجتمع فيه لمجموعة من العادات والتقاليد ومن هنا فإنّ التغيّر الاجتماعي مثل نهر يتحرّك تحت الأرض يتبع سُننه أو سُنن التغيرات الاقتصاديّة أكثر ممّا يتبع اتجاه الأحداث السياسيّة التي تتحرك فوق سطح الحياة.