اقرأ في هذا المقال
تقع مدينة داسماريناس في شمال الفلبين بالقرب من مدينة مانيلا، وتعد من أهم المدن السياحية في الفلبين، في القدم لم تكن المدينة ذات كثافة سكانية وبدأ عدد السكان يتزايد فيها بعد الاستعمار الإسباني.
مدينة داسماريناس الفلبينة
في القرن التاسع عشر ميلادي خلال فترة الاستعمار الإسباني كان يطلق على مدينة داسماريناس في الأصل تامبس وتعني نهاية الغابة، في المراحل الأولى كانت مدينة داسماريناس جزءاً من بلدتها الأم إيموس، في عام 1864 ميلادي اجتمع مجلس يتألف من رئيس أساقفة مانيلا والحاكم العسكري السياسي لكافيت والمقاطعة السابقة، وتم فيما بعد إصدار إعادة التذكر الأوغسطيني لمناقشة تأسيس المدينة الجديدة والتي تم فصلها عن إيموس.
أعيد تسمية المدينة الجديدة بيريز داسماريناس لتكريم الحاكم العام السابع للفلبين دون جوميز بيريز داسماريناس، كان الحاكم أحد فرسان سانتياغو من مواطني غاليسيا بإسبانيا وكان حاكماً في مورسيا وكرتاخينا بإسبانيا، وقد أدخل الكثير من التحسينات الاقتصادية خلال الأيام الأولى للاستعمار.
تاريخ مدينة داسماريناس القديم
كانت مدينة بيريز داسماريناس القديمة مكونة من عدة باريوس، كانت ساليتران تعتبر أهم وأشهر خلال النظام الإسباني لأنها كانت موقع مزرعة ستيت هاوس، تم اشتقاق اسم مدينة داسماريناس من الكلمة التاغالوغية سال إت والتي تعني ناس من مدن مختلفة، كما تم إعادة تسميتها من جديد باسم بيانان، وقد تم تسميتها بذلك بسبب تواجد الناس فيها بشكل كبير.
مع بداية عام 1896 ميلادي أصبحت السلطات الإسبانية في مقاطعة كافيت مشبوهة بشأن أنشطة النخبة المحلية، كانت هناك اجتماعات هرمية عليا مزعومة في مزرعة كازا في ساليتران وسان نيكولاس، كان الغرض من الاجتماع هو تحديد ما إذا كان مجرد إلقاء القبض على النخب البارزة وبدأت أفكارهم الليبرالية القادمة من نظرائهم في إسبانيا في إيقاظ السكان الأصليين للقتال من أجل حقوقهم وحتى من أجل حريتهم، لحسن حظ النخب لم يتم اتخاذ أي قرار خلال الاجتماع، وهكذا واصل القادة المحليون أنشطتهم التخريبية بحرية ولكن بهدوء.
بمجرد قيام ثورة 1896 ميلادي لم يأخذ قادة بيريز داسماريناس وقتاً في حمل السلاح ضد الحكم الإسباني، قام دون بلاسيدو كامبوس جوبير نادر سيلو في ذلك الوقت ودون فرانسيسكو برزاجا وسكرتير البلدية بجمع الناس لتحرير بلدتهم من السيطرة الإسبانية، وفي بداية شهر أيلول من عام 1896 ميلادي استولوا على محكمة كازا ومزرعة كازا في ساليتران؛ ممّا أدى إلى مقتل الرجال الذين عاشوا هناك وفي النهاية تم تحرير المدينة.
وبعد سقوط مدينة سيلانج بيد إسبانيا، سارت القوات العسكرية الإسبانية إلى مدينة بيريز داسماريناس، مع معرفتهم بقوة المقاومة التي سوف يواجهونها في المدينة، وقرر الجنرال ليشامبر حصار المدينة بشكل كامل، أرسل إلى الوحدات المتقدمة برئاسة العميد خوسيه مولينا، وتوجهت القوات بقيادة الكولونيل أروتوس غرباً لقطع هروب الفلبينيين إلى إيموس وكارمونا، أرسل الجنرال لي شامبر القوة الرئيسية باتجاه الجنوب.
ولقد عانى القائد كافيتيروس من هزيمة كبيرة؛ وذلك بسبب نقص الأسلحة، عندما اقترب الجيش الإسباني من مدينة بوبلاسيون تراجع الثوار عن المبنى الحجري للمدينة، وفي عام 1897 ميلادي قرر الجيش الإسباني حصار مدينة بوبلاسيون بدلاً من الذهاب إلى الداخل، بدأوا بعد ذلك في حرق جميع المنازل، وعندما رأوا أنهم محاطون بالنيران خرج المتمردين من أماكنهم، لكنهم على الفور واجهتم النار وفي نهاية الصراع سقطت مدينة بيريز داسماريناس مرة أخرى تحت الحكم الإسباني.
بدأت بعد ذلك معركة باسونغ سانتول والتي كانت من أهم المعارك في المنطقة، وكان شعب الكافيتينيوس يسعى في جعل أراضيهم تحت حكمهم، كان ذلك خلال مجموعة من الصراعات في كافيت، تم التوقيع على معاهدة باريس في عام 1898 ميلادي صادقت واشنطن في عام 1899 ميلادي على تلك المعاهدة وتنازلت إسبانيا عن الفلبين للولايات المتحدة الأمريكية، جلب النظام الأمريكي إلى مدينة داسماريناس كما فعل في أجزاء أخرى من الفلبين، وكان هناك العديد من التغييرات الأساسية في نظام الحكم واللغة.
في عام 1899 ميلادي بدأت الحرب الفلبينية الأمريكية، عمل لواء الجنرال هنري وير لوتون جنوب مانيلا بما في ذلك مقاطعة كافيت، لم يتمكن الأمريكيون من الهبوط مباشرة في باكور؛ وذلك لأنّهم لم يستطيعوا المرور من نهر زابوتي الذي كان يدافع عنه الثوار الفلبينيين الذين بنوا الخنادق، الأمر الذي دفع كتيبة المشاة الرابعة عشرة الأمريكية السباحة عبر نهر زانوتي.
واجه الأمريكيون المزيد من الثوريين الفلبينيين في الجنوب في بلدة باكور وإيموس وبيريز داسماريناس نجت كتيبة من المشاة بصعوبة من الإبادة، وردت أنباء إلى المعسكر الأمريكي بأنّ الجنود الفلبينيين قد تركوا البلدة وأنّ رئيس البلدية كان على استعداد لتسليمها رسمياً إلى الأمريكيين، وهكذا توجهت الكتيبة إلى هناك للاستيلاء عليها ولكن قبل أنّ تصل إلى المكان واقتحم الثوار الفلبينيون من جميع الجهات واستمرت معركة عنيفة بالنيران.
تم القبض على بلاسيدو كامبوس الذي وقف إلى جانب الجنرال إميليو أجوينالدو منذ بداية الحرب الفلبينية الأمريكية، أسس الأمريكيون الحكومة العسكرية في عام 1900 ميلادي بأمر من عقيد الكتيبة الأمريكية المتمركزة في بيريز دسماريناس رشح سكان المدينة رئيساً ونائباً للرئيس.
مع بداية عام 1905 ميلادي إلى عام 1916 ميلادي إصدر قانون بجمع بلديات إيموس وبيريز داسماريناس وباكور في واحدة مع مقر الحكومة الموجود في إيموس، والسبب في إصدار ذلك القانون؛ هو معاقبة المتمردين على عدم الاستسلام، في عام 1917 ميلادي في عهد الحاكم العام فرانسيس بيرتون هاريسون تم إعلان مدينة بيريز دسماريناس مرة أخرى بلدية منفصلة.
مدينة داسماريناس في الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية تعرضت مدينة داسماريناس للدمار وتم قتل عدد كبير من سكانها وكان ذلك في هدف الحصول على الاستقلال، عانت مدينة باريو باليباران ومدينة سلاواج من أكبر عدد من الوفيات، نظراً لكونهما أماكن بعيدة والتفكير في أنّ رجال حرب العصابات كانوا يختبئون هناك، فقد تم تقسيمها مرتين للتخلي عن العديد من الأرواح، الأمر الذي جعل الجيش الإمبراطوري الياباني المدارس بمثابة حامية لهم.
في عام 1943 ميلادي تلقى الجيش الإمبراطوري الياباني تقارير استخباراتية عن معسكر حرب العصابات في مدينة داسماريناس التابع لفوج المشاة الرابع في الجانب الغربي من مدينة داسماريناس، حيث قاموا بوضع مدفعين بعيد المدى وأطلقوا ثلاثين طلقة.
وبعد الهجوم أصبحت مدينة دسماريناس مكان غير مناسب بالنسبة لليابانيين؛ وذلك بسبب أنشطة حرب العصابات النشطة ومقار رجال العصابات في نينينج دسماريناس وبسبب خوف المتعاونون اليابانيون والإبلاغ عن جميع أنشطة حرب العصابات التي قام بها الكولونيل إستانيسلاو إلى الشرطة العسكرية اليابانية، استمرت المدنية في المعاناة من حرب العصابات حتى انتهت الحرب العالمية الثانية وتمكن سكان المدينة من إخراج جميع القوات العسكرية اليابانية من المدينة والحصول على الاستقلال.
نستنتج بأنّ مدينة داسماريناس من أكثر المدن الفلبينية التي عانت من حرب العصابات اليابانية على أراضيها وكان لها دور في التخلص من الاستعمار الإسباني، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تم منحها الاستقلال.