تم إنشاء مدينة فيغان في القرن السادس عشر ميلادي، وكانت في السابق مدينة استعمارية إسبانية مخطط لها في آسيا، تعكس هندستها المعمارية التقاء العناصر الثقافية من أماكن أخرى في الفلبين من الصين ومن أوروبا والمكسيك؛ ممّا أدى إلى جعلها مدينة ثقافية ومدينة لا مثيل لها في أي مكان في شرق وجنوب شرق آسيا.
تاريخ مدينة فيغان الحديث
تم تأسيس مدينة فيغان من قِبل عائلات ثرية من أصل صيني مختلط إيلوكانو، تحتوي المنطقة على البصمة التاريخية للمدينة بأكملها وتتألف من عدد كبير من المباني التاريخية المتقاربة، بسبب التدهور الاقتصادي لمدينة فيغان كمركز اقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك سوى عدد قليل من المباني التاريخية التي تمت إعادة تنظيمها داخلياً للاستخدام البديل.
تعد مدينة فيغان عبارة عن مدينة مندمجة ومنوعة بين تصميم المباني الآسيوية والبناء مع العمارة والتخطيط الاستعماريين الأوروبيين، كما تعد مدينة فيغان هي مثال بشكل استثنائي لمدينة تجارية أوروبية في شرق وجنوب شرق آسيا، وهذا يضمن تمثيل أهميتها كمدينة استعمارية إسبانية جيدة التخطيط والمحفوظة جيداً، في الوقت الحاضر تم الحفاظ على السمات البارزة لمعظم منازل أسلاف فيغان على الرغم من أنّ بعض المنازل تم هدمها.
تم الحصول على اسم مدينة فيغان بسبب قصة أو حكاية من الأجيال السابقة، حيث قدم إلى المدينة رجل إسباني التقى بأحد السكان الأصليين وسأل عن اسم المكان، لكن المواطن لم يستطع فهم ما قاله، وفي افتراضه ما الذي قاله، كان الإسباني يسأل هو نبات بيغا أوي، وأجاب أحد السكان الأصليين بكلمة بيغا أوبا، لكن الرجل الإسباني لم يستطع قول ذلك، لذلك أصبح اسم هذه المدينة فيغان.
حتى قبل وصول الإسبان إلى الفلبين كانت مدينة فيغان تُعرف باسم تجمع تجاري أو مركز تجاري بين مواطنيها الأصليين والصينيين الأجانب على متن سفنهم الخاصة التي تعبر نهر ميزتيزو لتبادل منتجاتهم مثل السلع الغريبة التي تأتي من مملكة آسيا للذهب والحرير والشمع وغيرها من المنتجات التي تأتي من جبال كورديليرا وكان يقيم فيها الأجانب ومعظمهم من الصينيين والذين استقروا هناك وبقوا وتزوجوا من السكان الأصليين وهنا يبدأ سباق إعادة الثقافة للبيجينيوس.
أثناء الغزو الإسباني عندما أنهى دون خوان دي سالسيدو الفاتح الإسباني المعروف رحلته الناجحة واكتشاف الشمال كافأه ملك إسبانيا على خدمته وأعطاه ومنحه الحكم، عاد إلى مدينة فيغان التي اكتشفها لأول مرة في عام 1572 ميلادي، رحب به السكان الأصليون هناك بحرارة ورحبوا به بسبب المعاملة الجيدة التي تلقوها من الدون جوان سكالند، كانت مدينة فيغان عاصمة مقاطعة يكولوس بأكملها والتي تكونت بعد ذلك من عدة مدن.
وصل الأسبان إلى مدينة فيغان في عام 1572 ميلادي، كانت مدينة فيغان بالفعل ميناء دولياً مهماً لمئات السنين، جعل وصول الإسبان منها مركزاً سياسياً ودينياً وثقافياً محلياً، وربطت تجارة الإبحار الإسبانية فيغان بأوروبا وجعلتها المدينة الأكثر ازدهاراً في شمال الفلبين لأكثر من 300 عام.
قدر ما يتعلق الأمر بأهم رمز لتراث المدينة قد تظهر مدينة فيغان الإسبانية في لمحة سريعة ولكن عند الفحص الدقيق فإنّها تكشف عن تاريخ معقد من التأثيرات تحت بصمة الصين والفلبين والمكسيك وثقافات أخرى، هذه المباني القديمة أصبحت أكبر نقطة جذب للسياح في مدينة فيغان.
كانت مدينة فيغان أفضل مدينة استعمارية إسبانية تم الحفاظ عليها في آسيا، لا يعكس المبنى الأنماط المعمارية لأماكن أخرى في الفلبين فحسب، بل يضم أيضاً ميزات معمارية صينية وأوروبية، تتمتع مدينة فيغان بمناظر طبيعية جميلة وتراث ثقافي غني لا يعلى عليه في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا.
في عام 1529 ميلادي نقلت إسبانيا مصالح آسيا بأكملها إلى منافستها البرتغال بشرط بدفع مبلغ كبير من العملات الذهبية، إنّ عملية تقليص العملية الاستعمارية كان هو فقط لسداد النفقات الهائلة للحرب ضد فرنسا مؤقتاً، بعد أكثر من ثلاثين عاماً، تم حل المشكلات المتواجدة بشكل كبير وبدأ الملك فيليب الثاني الطموح بتوجيه أنظاره مرة أخرى إلى شرق آسيا واستولى أخيراً على الفلبين المستعمرة الوحيدة في آسيا للإمبراطورية.
مدينة فيغان التاريخية هي أفضل مدينة استعمارية إسبانية تم الحفاظ عليها في آسيا، عندما وصل الإسبان لأول مرة إلى هنا عام 1572 ميلادي كانت فيغان ميناء دولياً مهماً لمئات السنين، جعلها الإسبان المركز السياسي والثقافي المحلي وربطت تجارة الإبحار الإسبانية فيغان بأوروبا وجعلتها المدينة الأكثر ازدهاراً شمال مانيلا لأكثر من 300 عام.
يكمن الاختلاف الأكبر بين مدينة فيغان والمدن الاستعمارية الإسبانية في أمريكا اللاتينية في المظهر الثقافي لهذه المنطقة والتي تأثرت بشدة بالصينيين والفلبينيين والإيلوكوس من عائلة اللغة الأسترونيزية في شمال غرب لوزون، كانت مدينة فيغان موجودة منذ مئات السنين قبل أنّ يحتل المستعمرون الإسبان المكان.
تاريخ مدينة فيغان القديم
تعد مدينة فيغان من بين المدن الفلبينية القديمة والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، كما تم العثور على الأدلة التي تثبت تواجد المدينة في العصر البرونزي، حيث تم العثور على الأدلة التي تثبت ذلك وعلى الرغم من الأدلة القليلة التي تحدثت عن تاريخ مدينة فيغان في العصر الحجري؛ وذلك بسبب الأدلة القليلة في تلك الفترة، إلا أنّ كتب التاريخ الفلبينية أثبتت انّها كانت من أهم الفترات في تاريخ مدينة فيغان.
خلال العصر البرونزي عاشت المدينة في حالة من التقدم والازدهار وخاصة مع انتشار معدن البرونز في المنطقة والذي ساعد في تطور أعمال المدينة وبدأت الشعوب بالانتقال إليها ومن أشهر الشعوب التي أقامت فيها كانت شعوب الداياك وشعب أورانغ أسلي، وقد كان للشعبين دور كبير في نشر الثقافة في مدينة فيغان، حيث كانت تلك الشعوب تتنقل بين أراضي جنوب شرق آسيا وأسسوا لهم ممتلكات في المنطقة وكانوا يملكون ثقافات متنوعة وساعدوا من خلال عملية التنقل نشر الثقافة في مدينة فيغان ونشر اللغات فيها.
خلال العصور ما قبل الميلاد وقعت مدينة فيغان تحت حكم سلالة ووي والتي كانت تنافس السلالة الصينية الحاكمة سلالة هان وكانت كلا السلالتين في صراع مستمر في ضم عدد كبير من المدن تحت حكمهم، وكانت مدينة فيغان من بين تلك المدن التي تصارعت عليها سلالة هان وسلالة ووي واستمرت المدينة تحت حكم سلالة ووي حتى انهار حكم مملكة ووي في جنوب شرق آسيا.
نستنتج بأنّ مدينة فيغان أحد المدن الفلبينية والتي تم تأسيسها في القرن السادس عشر ميلادي وتحتوي المدينة على مباني على الطراز الأوروبي؛ وذلك كونها كانت احد المستعمرات الإسبانية في القديم.