التاريخ القديم لمدينة فيكتوريا الفلبينية

كانت الأرض البكر التي تسمى فيكتوريا ذات يوم غابة كثيفة موطناً للحيوانات البرية وأنواع النباتات المستوطنة والسكان الأصليين الرحّل الذين يطلق عليهم ميونس، وسكن المانجيون المنطقة حتى نهاية القرن العشرين ميلادي.

تاريخ مدينة فيكتوريا

من أجل تطهير المنطقة  والتي تم في السابق منحها منازل للمستوطنين الدائمين، أصدرت حكومة المقاطعة أمراً يقضي بأنّ جميع سكان المانجيان في المناطق المجاورة تابعون لمدينة نانجوم ومدينة بالو ومدينة فيكتوريا، في عام 1917 ميلادي بدأت الهجرة الجماعية للمانغيين إلى المناطق النائية وإبعادهم من مساكنهم في الأراضي المنخفضة، حيث كانوا يتجولون بحرية وتم في النهاية وبشكل منهجي سيطرتهم على المنطقة، سرعان ما بدأ وصول المستوطنين من لوزون، قامت الحكومة المحلية في رغبتها في إعادة إعمار المحافظة بتوفير وسائل نقل وأدوات وأدوات زراعية وإمدادات مجانية للمستوطنين الرواد، تم منحهم سندات ملكية لكل أسرة.

وتعد مدينة فيكتوريا من بين المدن الفلبينية القديمة والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري وحسب ما تم ذكره، فأنّ مدينة فيكتوريا كانت من أوائل المدن الفلبينية التي أقام فيها الإنسان البدائي، وقد كان الإنسان في ذلك الوقت يقيم في الكهوف وعلى ضفاف الأنهار، ولعل إقامة الإنسان فيها منذ القدم جعلها منطقة نشطة واستغل الإنسان في ذلك الوقت الأنهار الموجودة في المدنية لزراعة الأراضي.

وعثر علماء الآثار على الأدوات الحجرية القديمة والتي كان يستخدمها الإنسان في العصر الحجري ويقال أنّ عدد السكان فيها كان مرتفعاً مقارنة بباقي المدن الفلبينية خلال فترة العصر الحجري، وبدأت الشعوب الانتقال إليها وخاصة أنّها منطقة نشطة مقارنة بباقي المدن في جنوب شرق آسيا.

مع بداية العصر البرونزي أصبحت مدينة فيكتوريا بالظهور بشكل أكبر وخاصة مع وجود معدن البرونز فيها والذي ساعدها في أنّ تصبح من أقوى المناطق في جنوب شرق آسيا وبدأت الشعوب بالإقامة فيها بشكل كبير، وقد أدت عملية الهجرة الكبيرة إليها إلى قيام الصراعات بين القبائل والتي لم تكن تلك الشعوب من قارة آسيا فقط، بل قدمت إليها من كافة مناطق العالم.

في ذلك الوقت كانت سلالة ووي تقوم بتوسعة إمبراطوريتها وتخوض الحروب في المنطقة للسيطرة على عدد أكبر من المناطق وضمها إلى سلالة ووي، تمكنت سلالة ووي من جعل مدينة فيكتوريا تحت حكمها وفي ذلك الوقت كانت سلالة هان الصينية أيضاً من أقوى السلالات الحاكمة في المنطقة، فسعت إلى السيطرة على الأراضي التي كانت تحت حكم سلالة ووي ودخلت في صراع ضد سلالة ووي.

وتمكنت سلالة هان من هزيمة سلالة ووي وحكمت أراضي مدينة فيكتوريا، خلال فترة حكم سلالة هان أصبحت مدينة فيكتوريا أكثر تطوراً وخاصة مع وجود الطرق التجارية فيها، والتي كانت تربط عدد من المدن في قارة آسيا مع بعضها البعض واستمر الوضع كذلك حتى انهار حكم سلالة هان في المنطقة وأصبحت مدينة فيكتوريا مستقلة بحكمها ويتم حكمها من قِبل سكانها.

في القرن السادس عشر ميلادي كانت إسبانيا تقوم ببناء مستعمرة لها في جنوب شرق آسيا وكانت الفلبين من بين الدول التي وضعتها إسبانيا ضمن خططها في السيطرة عليها وضمها للإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية، في البداية كانت إسبانيا تخوض الصراعات في الفلبين، إلا أنّها تمكنت من السيطرة على معظم المدن الفلبينية وبشكل سريع.

كانت مدينة فيكتوريا من بين أهم المستعمرات بالنسبة لإسبانيا؛ وذلك كونها منطقة نشطة وكان سكانها من أكثر الشعوب في الفلبين نشاطاً وثقافة، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية الإسبانية في جنوب شرق آسيا، كانت البرتغال في ذلك الوقت تسعى إلى إقامة مستعمرة برتغالية في جنوب شرق آسيا وكانت إسبانيا تخوض حرب ضد فرنسا، الأمر الذي دفع إسبانيا إلى بيع جزء من مستعمراتها إلى البرتغال، إلا أنّها لم تتنازل عن مدينة فيكتوريا وبقيت تحت الاستعمار الإسباني.

حاولت الفلبين بعد ذلك استعادة باقي المدن الموجودة تحت الاستعمار الإسباني، الأمر الذي دفع الفلبين طلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت تظهر في ذلك التاريخ كدولة عظمى، قدمت الحكومة الأمريكية المساعدة للفلبين، بدأت بعد ذلك الحرب الإسبانية الأمريكية وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من هزيمة إسبانيا وسيطرت على المدن الفلبينية.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعملية إعادة بناء المدن الفلبينية وركزت اهتمامها على مدينة فيكتوريا والتي كانت تعتبر المركز الاقتصادي الأهم في الفلبين، لم يثر الاستعمار الأمريكي على مدينة فيكتوريا كما كان الاستعمار الإسباني من قبل، حيث تم إقامة المشاريع والتي تمكن من خلالها سكان المنطقة من الانتعاش.

كانت اليابان تسعى إلى السيطرة على أراضي مدينة فيكتوريا وخاضت الصراعات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدت تلك الصراعات إلى قيام الحرب العالمية الأولى وتمكنت دول الحلفاء من هزيمة اليابان، إلا أنّ مدينة فيكتوريا استمرت تحت السيطرة اليابانية وكانت عبارة عن قاعدة عسكرية لليابان، ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت هناك بعض الصراعات الداخلية بين سكان المدينة والقوات العسكرية اليابانية والذين كانوا يقومون بعملية القمع في المدينة.

مع بداية الحرب العالمية الثانية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتجنيد عدد كبير من سكان مدينة فيكتوريا للقتال إلى جانب القوات العسكرية الأمريكية وخلال الحرب تم هزيمة اليابان وإخراج جميع قواتها العسكرية من الأراضي الفلبينية، بدأت الفلبين المطالبة بالحصول على الاستقلال، إلا أنّ القوات العسكرية الأمريكية كانت ما زالت متمركزة في المدن الفلبينية، الأمر الذي أدى إلى قيام الحرب الأمريكية الفلبينية وتمكنت الفلبين بعد الحرب من الحصول على الاستقلال ومنحت مدينة فيكتوريا الحكم الذاتي الإداري في أراضيها.

نستنتج بأنّ مدينة فيكتوريا أحد المدن الفلبينية والتي يعود تاريخها إلى  العصر الحجري وعانت المدينة منذ القدم من الصراعات على أراضيها، وكان لها دور في الحرب العالمية الثانية إلى جانب القوات العسكرية الأمريكية.