معاهد إعداد المعلمين في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


 معاهد إعداد المعلمين:

المعهد العلمي السعودي كان أول معهد في الدولة السعودية يقوم في إعداد المعلمين في عام 1927 ميلادي، ثم جاء بعده القيام في تأسيس المعاهد من أجل إعداد المعلم الصالح للمدارس، ولذلك السبب وجهة الوزارة اهتمامها في تأسيس معاهد المعلمين في مختلف المناطق، ليتم استقبال الحاصلين على الشهادة الابتدائية بعد إجراء اختبار شخصي لهم للتحقّق من صلاحيتهم للعمل في مهنة التدريس، فوضعت الوزارة الخُطط اللازمة لتلك المعاهد والقبول فيها ليضمن تخريج العدد الكافي من معلمي المراحل الأولى الوطنيين، بحيث يستغنى عن المدرسين غير الوطنيين في هذه المرحلة بالشكل التدريجي.

معاهد المعلمين الابتدائية:

تم تأسيسها لهدف إعداد المعلم الوطني للتدريس بالمرحلة الابتدائية في عام 1373/ 1953 ميلادي، وكان ينضم إلى هذا المعهد الحاصلون على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية، وتبلغ مدة الدراسة فيها 3 سنوات دراسية، ويتم في النهاية منح شهادة كفاءة المعلمين الابتدائية. وكانت تلك المعاهد عبارة عن فصول متصلة في مدارس قائمة ليتم تجريبها، وإذا أثبتت نجاحها كانت بداية لمعاهد المعلمين.

وقد انضم إليها 71 شخصاً بعد حصولهم على الشهادة الابتدائية، وفي عام 1376 / 1956 ميلادي تخرجت أول مجموعة من تلك المعاهد، وبلغ عدد المعاهد في عام 1381/ 1991 ميلادي إلى 30 معهداً، وقد أسست الوزارة العديد من هذه المعاهد حتى بلغ عدد الطلاب فيها 252 طالباً في نهاية عام 1379/ 1959 ميلادي.

وبسبب المكافآت المالية التي تصرف للدارسين أدت إلى الإقبال على تلك المعاهد والتي تبلغ بمقدار 1000 ريالاً بناء على المنطقة التي يوجد فيها المعهد. وحرصت الوزارة على تشجيع ودعم تلك المعاهد من خلال تزويدهم في المدرسين ذوي المؤهلات التربوية العالية، بهدف جعل جميع مدرسي المعاهد بلا استثناء من ذوي المؤهلات التربوية العالية، ولكن من المعرف عن هذه المعاهد إنها تخرج مدرسين لا تتجاوز أعمارهم عن 15 سنة .

والذي يتخرخ في ذلك العمر لا يمكنه معالجة مشاكل الأطفال في المرحلة الابتدائية، إلى جانب ذلك بأنّ المتخرج لم يكتمل لدية النضج العقلي بصفتة معلماً للطلاب، لذلك قررت وزارة المعارف قيامها في إزالة معاهد المعلمين الابتدائية بعد إنشاء معاهد المعلمين الثانوية، وتم ذلك عام 1388/ 1977 ميلادي.

الخطة والمنهج لمعاهد إعداد المعلمين:

لقد تم وضع خطة دراسية لهذه المعاهد عند القيام في تأسيسها وكذلك وضع المناهج تسير مع الخطة والمناهج في  المراحل المتوسطة، حيث يتم تعيين أسبوع للتدريب العملي لطلاب السنة الثانية وأسبوعان لطلاب السنة الثالثة. ومن الملاحظ على مواد ومناهج تلك المعاهد أنها تقوم في تخريج معلماً ملقناً وليس معلماً مبدعاً يستطيع قيامه في دورة في عملية التدريس.

وذلك بسبب تطابق منهج ومواد معاهد إعداد المعلمين بمناهج ومقررات المرحلة المتوسطة، مع إضافة ساعات معينة لعدد من المواد، بالإضافة إلى أنّ أسبوع أو أسبوعين ليس بوقت كافي ليكتسب الطالب الخبرة والمهارة ليقوم في عملية التدريس في وقت المرحلة العملية. ويتم عقد امتحان في نهاية السنة الثالثة من خلالة يُعطى الناجحين شهادة كفاءة لتلك المعاهد الابتدائية، ويعينون في المدارس الابتدائية ويصرف لهم راتباً بقيمة 535 ريالاً.

معاهد المعلمين المتوسطة:

وهي مدارس تحفيظ القرآن الكريم وينضم إليها الأشخاص الحاملين لشهادة الابتدائية، وتبلغ مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، وترتكز وتهتم في مناهجها على علوم الدين القرآن من التفسير والفقه والحديث والتجويد بالإضافة إلى المواد الدراسية الأخرى.

معاهد المعلمين الثانوية:

في عام 1384/ 1994 ميلادي لقد تم افتتاح ثلاثة معاهد للمرحلة الثانوية في العديد من المناطق مثل الرياض وجدةومكة، ثم إنشاء معهداً آخر في الهفوف، ويتطابق معهد الهفوف ومعهد الرياض في العديد من الأمر مثل المبنى والمدرسين مع معاهد المعلمين الابتدائية، وتبلغ مدة الدراسة في هذه المعاهد 4 سنوات، في السنة الأولى والثانية يتلقى بها الطالب دراسة عامة، وفي السنين التالية يتلقى الطالب فيها دراسة ما يختص به.

وبناءً على سياسة الوزارة في إعداد المعلمين الوطنيين لكل مرحلة من مراحل التعليم فقد أسست هذه المعاهد لتجهز مدرسين للمرحلة المتوسطة بجانب معاهد المعلمين الابتدائية، ومدرسون هذه المعاهد من أصحاب الكفاءات العالية.

معاهد المعلمين الليلية:

في عام 1375/ 1955 ميلادي تم إنشاء معاهد المعلمين الليلية، وكان الهدف منها زيادة مستوى المعلمين القائمين في  المدارس الابتدائية من الناحية الثقافية والتربوية، فيدرس الطلاب 10 حصص أسبوعياً لمدة ثلاث سنوات وقد ازداد العدد حيث افتتحت في عام 1379/ 1959 ميلادي مجموعة من المعاهد في العديد من المناطق مثل مكة والمدينةوالأحساء والرياض، واستمرت هذه المعاهد في إعداد المعلمين للمرحلة الابتدائية، حيث قررت وزارة المعارف في العمل على حذفها وإلغاءها.

الدورات الصيفية:

لقد قامت الوزارة في التفكير في وضع خطة جديدة لتقوم في رفع مستوى المعلمين، فلجأت إلى وسيلة مدرسي الضرورة حيث قامت في تأسيس دورات صيفية لذلك، وافتتحت دورات تدريبية منذ عام 1374/ 1954 ميلادي مدتها 100 يوم تقام في الطائف وتعقد على مرحلتين في عامين متتاليين، مدة كل مرحلة خمسون يوماً، ويوزع المشتركون في الدورة إلى شعبتين هما شعبة الرياضيات والعلوم، وشعبة المواد الاجتماعية وليس في الطائف فقط بل أقيمت في المدينة والقصيم والمنطقة الشرقية، وأيضاً أقيمت دورات خارج البلاد مثل بيروت وغيرها.

إنّ كلا طلاب الشعبتين مشتركين في اللغة العربية والدين وطرق التدريس وفي التربية وعلم النفس والصحة المدرسية والاجتماعية، ويتخرج المتدرب بعد دورتين تعقدان كل عام، واستمر ذلك حتى عام 1377/ 1950 ميلادي. وفي آخر عام 1378/ 1958 ميلادي جعلت الدراسة عامة ولجميع الطلاب، إلى جانب أنه لم تكن الدراسة موجهه فقط على المناهج الموضوعة.

ولكن وجد هناك مجموعة من الجماعات المختلفة والمتعددة، التي تمكن الدارس من ممارسة أوجه النشاط المختلفة من أهمها: جماعة النشاط الثقافي وتدرب الدارس على إلقاء المحاضرات والندوات. وجماعة النشاط الاجتماعي وتعمل على زيارة بعض الموارد المهمة و جماعة الصحافة والتحرير، والغرض منها تدريبهم على كيفية تحرير الصحف المدرسية، وهنالك جماعات أخرى مثل التمثيل والرحلات الكشفية والإشراف العام وغيرها.

يقوم الدارس في تأدية امتحان في نهاية المرحلة، يتم من خلالة منح الناجح شهادة تدريب تمنحه حق الأفضل في الترقية في مجالات التعليم الابتدائي، وقد تخرج منها حوالي 10120 مدرساً. وعملت الوزارة في تأسيس دورة صيفية لتدريب المعلمين بالمال اللازم، وأقامت لهم معسكراً صيفياً مزود بجميع وسائل الراحة، تم منح كل معلم مبلف مالي يقدر بنحو 100 ريالاً.

إنّ المدرس الذي يحصل على شهادة هذه الدورة يكون له حق الأولية في الترقية والترفيع . وفي عام 1374/ 1954 ميلادي بلغ ما قامت في صرفه وزارة المعارف لدورة تدريب المعلمين بنحو 85700 ريالاً، وبعد فترة من الزمن بلغ 130000 ريالاً، ولم تقف عناية واهتمام المسؤولين عند هذا الحد بل أخذت توفر وسائل الراحة للدارسين فألحقت بالدورة طبيب خاصاً ليسهر على راحة الدارسين وعلاجهم.


شارك المقالة: