الوسائل التعليمية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


الكتب المدرسية:

يتميز الكتاب المدرسي عن غيره من الكتب في العديد من الصفات، حيث يتم فيه عرض مادة يتم اختيارها في موضوع معين بطريقة منظمة، وقد صيغت هذه المادة في شكل نصوص مكتوبة، بحيث تلبي حاجات معينة في العملية التعليمية. وفي بداية ظهور التعليم في المملكة وفي عهد مديرية المعارف تم اعتماد على العديد من الكتب المدرسية غير السعودية في التأليف والمحتوى.

حيث تم إنشائها لبيئة غير البيئة السعودية ولغير الشعب السعوديين. وكذلك في بداية عهد وزارة المعارف، حيث كان الاعتماد على بعض الكتب المدرسية من خارج إطار الدولة. ومن أشهر هذه الكتب في المرحلة الأولى دروس ومبادئ العلوم، وهو من عدة أجزاء، وهو من الكتب المصرية.

المؤلفين السعودين:

بعض المؤلفين السعوديين منهم: عمر عبد الجبار، وعبد الكريم الجهيمان ومن أهم الكتب الدراسية التي ألفها الجهيمان: الفقه للسنة الثانية التحضيرية، التوحيد للسنة الثانية التحضيرية، الذي قام في طباعته على نفقة الخاصه، التوحيد للسنة الثالثة التحضيرية. الفقه للسنة الثالثة التحضيرية، تم طباعته على نفقة المؤلف، ومن مؤلفاته أيضاً دروس التهذيب لسنوات التعليم وهو مشاركة بينه وبين عمر عبد الجبار، وهو لتلاميذ المدرسة الابتدائية والهدف منه كما تم ذكره هو أنّ تكون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مبدأ يتخذه الطلاب للتمسك في العادات والأخلاق الحميدة.

وأحمد السباعي، ومن كتبه سلم القراءة العربية لطلاب المدرسة الحجازية. أمّا المرحلة التحضيرية فمن أشهر كتبها المدرسية: دروس التوحيد والدروس الفقهية وسلم القراءة العربية والمبادئ الصحية وعلم تقويم البلدان وهو مكون من عدة حلقات والمختار من السيرة النبوية وغيرها من الكتب التي ألفها مجموعة من المؤلفين السعوديين وغيرهم من الدول العربية منهم عبدالله مطلق بن فهيد، وأحمد السباعي وعبد الرحمن بكر صباغ والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وغيرهم.

أمّا في عهد وزارة المعارف فكانت الدولة السعودية تعتمد على بعض الأقطار العربية في استيراد بعض الكتب المدرسية من مصروسوريا، وخاصة كتب المرحلة المتوسطة والثانوية، ويعود ذلك إلى سبب الخبرة والكفاءة في التأليف لم تكن قد نضجت بعد لدى المؤلفين السعوديين، بالإضافة إلى ذلك إنّ عدد من المدرسين في بداية عهد الوزارة كان محدودة ومعين للغاية فلم يكن العدد يسمح بإعداد مؤلفات خاصة بالمدرسة السعودية.

لكن منذ عام 1377/ 1957 ميلادي أصبح لمدارس المملكة في المرحلة الابتدائية مناهجها وكتبها الخاصة، ما عدا كتب المرحلة المتوسطة والثانوية، فكانت الكتب المستوردة على الرغم من صعوبة الحصول عليها فإنّها تصل في وقت متأخر. كما أنّه كان كل ثلاثة طلاب يشتركون في كتاب، أمّا المناهج الابتدائية فكما ذكرنا فقد أصبحت تؤلف داخل البلاد وذلك عندما وجهت الدعوة إلى المربين والأدباء والمؤلفين للاشتراك في مهمّة تأليف الكتب الدراسية التي تناسب أنظمة الدولة وشريعتها.

ولقد كان يستعمل طريقتان في تأليف الكتب المدرسية هما: طريقة المسابقة: وذلك بالإعلان في الصحف المحلية عن رغبة الوزارة في تأليف كتب معينة لصفوف معينة وفق شروط موضوعة،  وطريقة الثانية هي طريقة التكليف: حيث تقوم الوزارة بتكليف بعض المتختصصين من المربين في تأليف الكتب مع مراعاة الشروط المطلوبة، والمؤلف يتقاضى مبلغ مالي مقابل تملك الوزارة حق التأليف لمدّة ثلاث سنوات فتطبعها وتوزعها مجاناً لجميع الطلاب.

وفي حالة قيام الحكومة في طبع هذه الكتب، يتم منح المؤلف أو المؤلفون بعض المكافآت المالية المستحقة في المرة الأولى، ويسمح لهم بعد ذلك بأخذ إذن سابق من الوزارة بطبع الكتب إذا رغبوا في بيعها في السوق على حسابهم. وقد كونت إدارة خاصة بالكتب والمقررات الدراسية يطلق عليها اسم إدارة الكتب والمقررات المدرسية، وكانت تابعة للإدارة العامة للتعليم في عام 1383/ 1993 ميلادي.

وقامت الوزارة في تحديد أعمال هذه الإدارة، ومنها تتولى الإشراف على الكتب من الجانب الفني، وتعمل على مراقبتها وطباعتها ووضع الشروط والمواصفات الخاصة بذلك مع تأمين الكتاب المدرسي الذي حددته الوزارة وتوزيعه على المناطق جميعها، وتأسيس اللجان اللازمة لعمليات التوزيع في الأماكن التي تراها، وذلك في التعاقد مع متعهدي النقل مباشرة  في ترحيل الكتب للمناطق التعليمية، كذلك من أعمال هذه الإدارة تفتيش مستودعات المناطق فيما يختص بالكتب المدرسية، والقيام بعمليات الجرد، وإجراء تصفية لها في كل عام.

كذلك قيامها في مراقبة المكتبات الأهلية للتأكد من حفظ حقوق الوزارة في الكتب المطبوعة على حسابها والتأكد من عدم تسللها إلى هذه المكتبات. ولجأت الوزارة إلى تخصيص كتاب مدرسي واحد في كل مادة من مواد المنهج المقرر؛ لأنّ ما في الكتاب المدرسي هو الأساس الذي تحكم بموجبه على مدى فهم الطالب للمنهج، وأصبح هم المدرس هو تدريس ذلك الكتاب وشرح ما  جاء فيه، وعلى الطالب استحضار ما فيه وفهمه؛ لأنّ أسئلة الامتحان تكون من ضمن الكتاب نفسه.

وإنّ ذلك الأمر يعتبر خطيراً على العملية التعليمية، حيث أصبح الكتاب المدرسي الذي يعد وسيلة تعليمية هدفاً، ولا يمكن أنّ تعود للكتاب المدرسي صفته الجوهرية ما لم يوجد هناك أكثر من كتاب معتمد في المادة الدراسية الواحدة. لذك وجهت الوزارة المعلمين في جميع المدارس إلى عدم الاعتماد على الكتاب فقط، خاصة في  بعض المواد مثل مادة الهجاء؛ لأنّ هذه الطريقة لا تعطي للطلاب الفائدة المطلوبة ولا تزيد من تحصيلهم اللغوي، لذلك يجب على المعلم القيام في زيادته على ما هو مقرر في الكتاب.

الوسائل التعليمية العينية:

ومن اهتمام الوزارة على تطوير العملية التعليمية بالشكل العام، ولصغار الطلاب بصفة خاصة فقد قررت الوزارة تأسيس قسم خاص لإنتاج الوسائل التعليمية، وتدريب المدرسين عليها ونشرها بين المدارس، وترجع أهمية هذه الوسائل إلى أنها تجعل الطلاب أكثر تقبل للمادة الدراسية، حيث تساعدهم على اكتساب الخبرات وتنوعها، وهذا يتيح للطلاب فرصة المشاهدة والاستماع وتنمية القدرة اللفظية والفكرية والابتكارية للطلاب، كذلك تعمل على تحسين نوعية التعليم وتقديم المادة العلمية إلى المتعلم بأسلوب جذاب ومفيد.

وكذلك تقوم في رفع مستوى الطلاب مع معرفة الاختلافات الفردية، وتعمل أيضاً على حل العديد من المشكلات التعليمية كزيادة المعرفة والتنمية الاجتماعية عن تعليم المرأة كالطبخ والخياطة. لم يكن للوسائل التعليمية أي اهتمام في القديم حيث كانت الوسيلة الوحيدة في تلك الفترة هي السبورة والكتاب المدرسي، لهذا كان ينظر إلى الوسائل على أنها جوانب تكميلية  يمكن الاستفادة منها لأغراض مختلفة.

وفي عام 1384/ 1994 ميلادي أسس قسم المعامل العلمية وضم ذلك القسم الوسائل التعليمية إلى إدارة التعليم الثانوي في الوزارة، وكانت مسؤولية القسمين تزويد المدارس في جميع المراحل التعليمية في الوسائل التعليمية المطلوبة، والمواد اللازمة لإجراء التجارب في معامل العلوم وكذلك الرياضيات وغيرها.


شارك المقالة: