تاريخ الجمهورية اللبنانية

اقرأ في هذا المقال


الجمهورية اللبنانية:

إنّ لبنان الحديث جمهورية صغيرة، تمتد على طول 100 ميل على ساحل بحر الأبيض المتوسط من جهة الشرق، تبدأ من النهر الكبير في الشمال، تُقدر مساحتها بنحو 4015 ميلاً مربعاً، وعدد سكانها 6,849 مليون، إنّ معظم أراضي لبنان تتكون من منحدرات وعرة، وتطل على سلسلتين متوازيتين من الجبال التي تقع في الجهة الشرقية والغربية، تسيران بشكل موازي للساحل، وبينهما سهل البقاع.

إنّ السلسة الأولى تحد البلاد من الجهة الشرقية، والثانية تنحدر في بعض الأماكن بشكل مباشر إلى البحر، فتقسم رؤوسها الصخرية السهل الساحلي الضيق إلى عدد من الأقسام، وتقوم بعملية فصل كل واحد منها عن الآخر.

وقبل حلول عام 1920م وبتحديد في عام 1516م، كانت جميع مناطق الجمهورية اللبنانية تقع تحت نفوذ السيادة العثمانية، وكانت حتى عام 1864م تتكون من منطقتين إداريتين، الأولى تقع في الشمال تابعة لولاية طرابلس، والثانية تقع في الجنوب تابعة لولاية صيدا.

إنّ منطقة البقاع كانت قسم من ولاية دمشق، بحيث تنفصل بشكل تام عن هاتين الولايتين، كما كانت منطقة لبنان الجنوبي في الأساس جزءاً من ولاية دمشق، وفي عام 1660م تم استحداث ولاية صيدا. وفي عام 1874م أعاد العثمانيون تنظيم إدارة الأقاليم، فبقيت منطقة البقاع جزءاً من ولاية دمشق، حيث تم إلغاء كل من ولاية طرابلس وصيدا وحلت مكانهما ولاية بيروت.

ولاية بيروت:

إنّ ولاية بيروت أنشأت في عام 1861م، بضمان من الدول الأوروبية التي تتصرف بمسائل جبل لبنان، بحدود تمتد من أعلى السلسلة الغربية إلى البحر، باستثناء مدينة بيروت ومنطقتي طرابلس وصيدا، بحيث استمرت تلك المتصرفية تعمل بشكل مستقل عن ولاية بيروت حتی عام 1915م.

وابتداءً من عام 1861م إلى عام 1915م، كان يتولى متصرفية جبل لبنان متصرف يعينه الباب العالي من بين رعاياه النصاری، وذلك بعد موافقة الدول الكبرى، بحيث يتحمل كل المسؤولية أمامه وكان يشترط في المتصرف أنّ لا يكون لبنانياً، وفي تلك الفترة كان يقوم بعملية معاونة المتصرف في الحكم مجلس إداري منتخب، وتقوم بحفظ النظام العام قوات لبنانيه من الدرك.

متى تم استخدام اسم لبنان بشكل رسمي؟

إنّ اسم لبنان لم يتم استخدامه بشكل رسمي إلا بعد إقامة المصرفية اللبنانية، ففي تلك الفترة تولى الحكم في لبنان من الجهة الجنوبية المعينون، ثم وسعوا حكمهم في القرن السابع عشر، حتى ضم معظم المناطق الشمالية، وفي عام 1697م وعام 1841م عرف خلفاؤهم الشهابيون بأنهم لم يكونوا من الدروز، وإنما من السنّة الذين تنصروا في وقت لاحق.

 بشير الثاني:

هو أحد أبرز حكام لبنان من الأسرة الشهابية التي حكمت المنطقة مدة من الزمن ليست بقليلة، ويعتبر بشير الثاني من أهم الأمراء في تاريخ الجمهورية اللبنانية بشكل خاص، وكان أفضل ولاة الشرق العربي في العصور الحديثة، بالإضافة إلى أنه آخر الأمراء في لبنان، وابتدأت فترة حكمه للبنان من القرن الثامن عشر إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان ثاني أطول الحكام من حيث فترة الحكم.

لبنان في عهد بشير الثاني:

كان من الصعب على بشير الثاني، بعد عام 1798م أن لا يدخل لبنان في المسألة الشرقية، فالوضع العام في بلاد الشام والسلطنة العثمانية وتدخل أوروبا بشكل مباشر في لبنان، لم يترك أمام الإمارة اللبنانية حيلة في الأمر، بالإضافة إلى إجبار الأوضاع الإقطاعية لأمير البلاد على أن يتحالف ويتشارك مع قوى خارجية تمكنه من مواجهة أعدائه في الداخل.

في حين أنّ الحكام الذين كانوا متواجدين قبل بشير، كانوا يسيرون في ذلك الأمور كيفما تسير الأقدار دون دفاع عنها، أما بشیر فسار وراء ما كان يسعى إليه من أهداف تجعل الإمارة اللبنانية عنصراً فعالاً في الشؤون الإقليمية والدولية، فقام في محالفة قوى وابتعد عن أخرى، وأظهر مهارة في تسيير الأمور، فاحتفظ لنفسه بإمارة لبنان لمدة 52 عام، وهي مدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ هذه الإمارة.

إنّ بشير الثاني جاء إلى الإمارة بسبب ظروف سياسية معقدة، حيث كان والده قاسم شهاب، وفي تلك الفترة تجاهل كل من منصور وأحمد عم قاسم، هذه التسمية وبذلك نزح قاسم إلى غزير التي تقع في کسروان، حيث تنصر في عام 1767م، وفي العام نفسه توفي بعد ولادة ابنه الثاني بشير، ثم تزوجت زوجته مرة ثانية تاركة بشير وأخاه الأكبر حسن في عناية غيرها.

وفي تلك الفترة تربى حسن وبشير في حياة الفقر، فقد أهملهما أقاربهما، فلم يمنحوا ما كان يمنح به عادة من كان في مقامهما، بل إنهما تربيان في إطار الخوف والحذر والفقر. وبعد فترة من الزمن أصبح بشير من أهل الثراء، فوجد نفسه أكثر استعداداً للوقوف بجانب الجنبلاطيين والمطالبة بالإمارة.

وفي أثناء ذلك كان يتولى الحكم يوسف، فكان معروف عنه باستبداده على الشعب، فكان يفرض الضرائب بشكل كبير ويزيد من الأموال، حتي أرهق بها البلاد. فتمكن بعدها بشير من السيطرة على زمام الأمور في لبنان.


شارك المقالة: